في الكرملين.. محمد بن زايد وبوتين يرسمان ملامح شراكة استراتيجية متجددة بين الإمارات وروسيا
شهدت العاصمة الروسية موسكو يومًا حافلًا بالتقارب الدبلوماسي والتعاون الدولي، حيث التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في زيارة رسمية عكست متانة العلاقات الإماراتية الروسية واتجاهها نحو آفاق استراتيجية جديدة وأكثر عمقًا.
اللقاء الذي عُقد في الكرملين لم يكن مجرد اجتماع سياسي، بل جسّد رغبة متبادلة في توسيع قاعدة الشراكة على كافة المستويات، من الاقتصاد إلى الطاقة، ومن التكنولوجيا إلى التعليم والفضاء.
المحادثات حملت طابعًا استراتيجيًا عالي المستوى، حيث ناقش الجانبان سبل تعميق التعاون في ملفات دولية وإقليمية، إلى جانب التركيز على القضايا الثنائية الأكثر حيوية.
الرئيسان شددا على أهمية البناء على الإرث التاريخي الذي يربط البلدين منذ أكثر من خمسة عقود، مؤكدين أن العلاقات الثنائية تستند إلى الثقة والاحترام المتبادل، في وقت تتطلب فيه التحديات العالمية تنسيقًا أكبر وتضامنًا أشمل بين الدول الفاعلة.
وحرص صاحب السمو رئيس الدولة على إبراز التزام الإمارات الراسخ بالعمل من أجل السلام والاستقرار العالميين، مؤكدًا أن الإمارات تدعم الحلول السلمية وتسعى باستمرار إلى أن تكون جسراً للحوار.
وفي هذا السياق، جدّد سموه استعداد الإمارات لمواصلة جهود الوساطة الإنسانية، ولا سيما في ملف تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، الذي نجحت فيه الدولة بإطلاق سراح أكثر من أربعة آلاف أسير حتى الآن.
في المقابل، أعرب الرئيس بوتين عن امتنانه لجهود دولة الإمارات، وأشاد بالدور الإنساني والدبلوماسي الذي تضطلع به، مشيرًا إلى أن الإمارات تمثل شريكًا موثوقًا ومؤثرًا في المشهد الدولي.
كما رحّب بالرئيس محمد بن زايد وعبّر عن تطلّع بلاده لتعزيز مجالات التعاون خصوصًا في الاستثمارات والخدمات والتكنولوجيا.
وعلى هامش الزيارة، تم التوقيع على “اتفاقية تجارة الخدمات والاستثمار” التي تعتبر خطوة نوعية تُكمل اتفاقية الشراكة الاقتصادية السابقة بين الإمارات والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
الاتفاقية الجديدة تفتح مجالات واسعة للتعاون الثنائي مع روسيا في قطاعات مثل التكنولوجيا المالية، النقل، الرعاية الصحية، والخدمات اللوجستية.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم إضافية بين وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي ووزير النقل الروسي أندريه نيكيتين لتعزيز التعاون في مجال النقل البري.
واختتمت الزيارة الرسمية بإقامة مأدبة غداء على شرف صاحب السمو رئيس الدولة، الذي غادر موسكو في ختام زيارته وسط مراسم وداع رسمية مهيبة، شملت مرافقة طائرته بطائرات عسكرية روسية، في لفتة تقدير خاصة تعكس الاحترام الكبير لشخصه ولدور دولة الإمارات على الساحة الدولية.