واشنطن تدخل سباق الطاقة على سطح القمر.. خطة نووية طموحة بقيادة ناسا وترامب  

في خطوة جديدة تعكس الطموح الأمريكي لاستعادة ريادتها في الفضاء، أعلنت وكالة “ناسا” عن مشروع غير مسبوق لإنشاء أول مفاعل نووي على سطح القمر، بهدف توفير مصدر طاقة مستدام للمهمات القمرية المستقبلية.

الإعلان جاء على لسان شون دافي، وزير النقل الأمريكي والمدير المؤقت للوكالة، خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء في واشنطن.

دافي أشار إلى أن هذه الخطة ليست مجرد مشروع نظري، بل دخلت مرحلة التنفيذ بعد سنوات من الدراسات والتمويل المكثف، موضحًا: “نحن لا نكتفي بالمنافسة، بل نسعى للريادة. السباق مع الصين على أشده، وعلينا أن نتحرك بسرعة لنثبت وجودنا الدائم على القمر”.

المفاعل المزمع إنشاؤه سيولد 100 كيلوواط من الكهرباء، وهو ما يعادل تقريبًا استهلاك منزل بمساحة 2000 قدم مربع لمدة ثلاثة أيام ونصف. هذا الإنجاز سيوفر طاقة ثابتة في مواقع لا تصلها أشعة الشمس بسهولة، ما يجعل الطاقة النووية خيارًا استراتيجيًا لاستمرارية البعثات القمرية، وربما لاحقًا المريخية.

مصادر أمريكية أفادت أن المشروع يُعد أول قرار رئيسي يصدر عن دافي بعد تكليفه بقيادة ناسا مؤقتًا من قبل الرئيس دونالد ترامب، الذي اتخذ هذا القرار في يوليو الماضي عقب سحب ترشيح رائد الأعمال التكنولوجي جاريد إسحاقمان.

تاريخيًا، لم تكن هذه المرة الأولى التي تستثمر فيها “ناسا” في مجال الطاقة النووية. ففي عام 2022، منحت الوكالة عقودًا بقيمة 5 ملايين دولار لعدة شركات لتطوير نماذج أولية لنظام طاقة نووي يعمل بتقنية الانشطار النووي، بقدرة 40 كيلوواط، وهي التقنية نفسها التي ترتكز عليها الخطة الحالية.

في كلمته، شدد دافي على أن امتلاك مصدر طاقة موثوق يمثل حجر الأساس في أي محاولة لاستدامة الحياة خارج كوكب الأرض، قائلاً: “إذا أردنا البقاء على القمر، ثم التوجه نحو المريخ، فلا بد أن نستثمر بذكاء في هذه التكنولوجيا.. نحن متأخرون، وعلينا تدارك ذلك”.

يبدو أن السنوات القادمة ستشهد تسارعًا غير مسبوق في سباق الفضاء، ولن يقتصر الأمر على إطلاق الصواريخ، بل سيمتد ليشمل بناء بنى تحتية متكاملة على سطح القمر، تقودها الطاقة النووية.