اخبار الامارات

خلاف أوروبي ألماني حول اتفاق تجاري مع واشنطن يشعل الجدل في بروكسل

في خطوة مفاجئة أثارت استغراب المفوضية الأوروبية، وصفت ألمانيا الاتفاق التجاري الأخير بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأنه “ضعيف”، ما دفع المفوضية إلى التعبير عن دهشتها العلنية من هذا الوصف، معتبرة أنه يتناقض مع الموقف الجماعي للدول الأعضاء.

المتحدث باسم المفوضية للشؤون التجارية، أولوف جيل، أكد أن الاتفاق جاء استجابة لرغبة واضحة من أغلبية الدول الأعضاء، بما في ذلك ألمانيا نفسها، مشددًا على أن “الحل التفاوضي هو السبيل الوحيد لضمان الاستقرار وحماية المصالح المشتركة”.

وأضاف جيل أن المفوضية فوجئت تمامًا بتصريحات الوزير الألماني، في إشارة إلى لارس كلينجبايل، وزير المالية الألماني، الذي شن هجومًا علنيًا على الاتفاق قبيل زيارته إلى واشنطن.

الاتفاق محل الجدل ينص على فرض تعريفة أساسية بنسبة 15% على الواردات الأوروبية للولايات المتحدة، مقابل الإبقاء على الصادرات الأمريكية دون رسوم جديدة، بالإضافة إلى خفض الرسوم الأوروبية على السيارات الأمريكية إلى الصفر.

ورغم أن بنود الاتفاق لا تشمل الصلب والألمنيوم، اللذين لا يزالان يخضعان لرسوم بنسبة 50%، تؤكد بروكسل أن المفاوضات مستمرة بشأن حصص جديدة تستند إلى تدفقات التجارة التاريخية، فيما تلتزم واشنطن الصمت تجاه هذا البند تحديدًا.

أحد مسؤولي المفوضية، الذي طلب عدم ذكر اسمه، كشف أن “أقلية صغيرة فقط” من الدول كانت مستعدة للدخول في مواجهة تجارية مع الولايات المتحدة، بينما الغالبية دفعت بقوة نحو التوصل لهذا الاتفاق، في ظل اعتبارات اقتصادية دقيقة.

من جانبه، لمح الوزير الألماني إلى أنه سيختبر جدية الحكومة الأمريكية بشأن تسوية محتملة حول حصص الصلب خلال زيارته المرتقبة، مؤكدًا أن التوصل إلى تفاهم في هذا الملف سيكون خطوة إيجابية.

وفي خضم هذه التجاذبات، ذكّرت المفوضية بأنها تضع الدول الأعضاء، وعددها 27، في صورة مستمرة بشأن تطورات المفاوضات، سواء عبر سفرائهم في بروكسل أو من خلال اجتماعات مخصصة لوزراء التجارة، لكنها أقرت بوجود ظاهرة متكررة تتمثل في تناقض بعض التصريحات الوطنية العلنية مع مواقف ممثلي تلك الدول داخل الاتحاد.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى