
دبي تطلق أول منظومة ذكية بالعالم لمكافحة الحرائق باستخدام “الدرونز” والذكاء الاصطناعي
في قفزة جديدة نحو الابتكار في مجال الأمن والسلامة، أطلقت دبي أول منظومة متكاملة في العالم للاستجابة السريعة لحوادث الحريق باستخدام طائرات دون طيار “درونز”، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، في مبادرة تُعدّ الأولى من نوعها عالمياً، تم تنفيذها بالتعاون بين الإدارة العامة للدفاع المدني والقيادة العامة لشرطة دبي.
وأكد اللواء جمال بن عاضد المهيري، نائب القائد العام للدفاع المدني، أن هذه التقنية المتقدمة تُمثل تحولاً جذرياً في سرعة الاستجابة للطوارئ، موضحاً أن مركز أنظمة الطائرات المسيّرة التابع لشرطة دبي يُعدّ القاعدة التشغيلية للمشروع، من خلال توفير البنية التحتية اللازمة لتسيير الطائرات وتنسيق العمليات مع غرفة جاهزية الدفاع المدني.
وأشار المهيري إلى أن المنظومة لا تكتفي برصد الحريق فقط، بل تستخدم تقنيات تحليل سلوكي للدخان والنيران، ما يمكّنها من تقييم الوضع ميدانياً، وتحديد أماكن الآليات والموارد المطلوبة بدقة متناهية، ما يسهم في تقليص زمن الاستجابة وتقليل الخسائر.
وفي مرحلتها الأولى، تُغطي المنظومة الذكية ثماني مناطق حيوية في الإمارة، مع خطة توسع طموحة تشمل تعميم النظام على جميع المراكز الحيوية في دبي قبل نهاية العام الجاري، ما يرفع من جاهزية المدينة لمواجهة مختلف سيناريوهات الطوارئ.
وتأتي هذه الخطوة في إطار منظومة متكاملة يتبعها الدفاع المدني في دبي، تستند إلى تقنيات فائقة مثل “برنامج جاهزية الدفاع المدني”، الذي يُعد الأول من نوعه عالمياً في توقع مواقع اندلاع الحرائق، عبر تحليل البيانات الضخمة المستمدة من مختلف الجهات الحكومية في الإمارة.
ويقوم هذا البرنامج المتقدم بتحليل معلومات خمس سنوات من حوادث الحرائق، ثم يُحدد المناطق ذات الخطورة الأعلى، ويرسل مواد توعوية مخصصة لسكان تلك المناطق عبر رسائل قصيرة، تتضمن إرشادات مبنية على أبرز الأسباب المحتملة للحرائق، لتفاديها بشكل استباقي.
هذا التوجه الابتكاري يُرسّخ مكانة دبي كمدينة ذكية تحتل الصدارة في توظيف التقنيات الحديثة لحماية الأرواح والممتلكات، ويُشكل نموذجاً عالمياً في كيفية الجمع بين الذكاء الاصطناعي والاستعداد الاستباقي لمواجهة الكوارث.