اخبار الامارات

أمل جديد لآلاف الأسر.. مبادرة تقييم التوحد المجاني تغيّر حياة الأطفال في الإمارات

في خطوة نوعية تعكس التزام دبي المستمر بدعم أصحاب الهمم، سجّلت مبادرة «التقييم الشامل المجاني» لمركز دبي للتوحد إنجازاً بارزاً بتقديم خدماتها لأكثر من 1139 طفلاً منذ انطلاقها في أبريل 2022، بموجب توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

المبادرة التي أُطلقت بهدف توفير تشخيص مبكر للأطفال المشتبه بإصابتهم باضطراب طيف التوحد من مواطني الدولة، تمثل نموذجاً فريداً في دعم الأسر وتمكينها من اتخاذ قرارات علاجية وتعليمية واثقة، عبر مرجعية موثوقة داخل الدولة.

وبحسب هشام عبدالله القاسم، رئيس مجلس إدارة المركز، فقد أحدثت المبادرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة نقلة نوعية في وعي الأسر الإماراتية بأهمية الكشف المبكر، مما ساهم في تحسين فرص التدخل العلاجي في الوقت المناسب.

من جهته، أوضح محمد العمادي، مدير عام مركز دبي للتوحد، أن المبادرة مكّنت المركز من الوصول إلى شريحة واسعة من الأطفال على مستوى الدولة، حيث شمل التقييم الجوانب النفسية والسلوكية واللغوية والوظيفية، ما أتاح تصميم برامج تدخل دقيقة وفردية.

وبلغة الأرقام، أُجريت استشارات أولية لـ841 طفلاً، من بينهم 495 من المواطنين، بينما استفاد 298 طفلاً إماراتياً من جلسات التقييم الشامل المجانية.

كما نتج عن عمليات التشخيص توصيات لـ162 طفلاً بالخضوع لتحليل السلوك التطبيقي، و109 أطفال لجلسات علاج النطق، و109 آخرين للعلاج الوظيفي، مع حضور بارز للأطفال المواطنين بين المستفيدين.

الأثر الإيجابي لهذه المبادرة لم يكن نظرياً فقط، بل عكسته شهادات أولياء الأمور ممن لمسوا تحسناً كبيراً في حالات أبنائهم.

سلطان المهيري، والد الطفل راشد، وصف المبادرة بأنها نقطة الانطلاق في رحلة الفهم والدعم، مشيداً بجودة الخدمات وسرعة الاستجابة.

أما نوف عبدالله، والدة الطفل حميد، فأكدت أن التقييم المجاني أزال كثيراً من اللبس وساعدها على اتخاذ قرارات علاجية بثقة، داعية إلى ضرورة وجود جهات موثوقة ترشد الأمهات في هذا الطريق المعقّد.

وشاركتها الرأي شمسة سيف، التي شددت على أهمية إجراء التقييم سنوياً لمتابعة حالة ابنها راشد، مؤكدة أن خدمات المركز جعلتها أكثر دراية بوسائل الدعم المناسبة.

وفي شهادة مؤثرة، قال سعيد السويدي إن ابنه علي، الذي شُخّص باضطراب طيف التوحد الطفيف قبل أربع سنوات، شهد تحسناً ملموساً بفضل التدخل المبكر والعلاج المكثف، مثمّناً جهود الجهات المعنية وهيئة تنمية المجتمع، والدعم الكبير الذي توفره القيادة الرشيدة لفئة أصحاب الهمم.

مبادرة «التقييم الشامل المجاني» ليست مجرد خدمة، بل قصة نجاح حقيقية ترسم الأمل وتعيد ترتيب أولويات الدعم المجتمعي للأطفال ذوي التوحد في الإمارات.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى