ضريبة بـ100 يورو لدخول البندقية.. دعوة مثيرة للحد من “سياحة بلا ثقافة
في خطوة مثيرة للجدل، اقترح أحد رجال الأعمال البارزين في مدينة البندقية الإيطالية فرض ضريبة يومية بقيمة 100 يورو على الزوار، معتبرًا أن السياحة الحالية تشهد تدهورًا في الذوق والثقافة، رغم أن المدينة قد استفادت هذا الصيف من ضريبة بقيمة 5 يورو جلبت نحو 5 ملايين يورو خلال 54 يومًا فقط.
ورغم نجاح التجربة التي انطلقت في أبريل الماضي وانتهت مؤخرًا، والتي دفعت فيها أكثر من 720 ألف زائر الرسوم اليومية، إلا أن رجل الأعمال سيتراك توكاتزيان رئيس جمعية ساحة سان ماركو وأحد أصحاب المتاجر في قلب المدينة يرى أن هذه القيمة لا تكفي للحد من الزحف السياحي الذي يرهق المدينة.
وبرر توكاتزيان دعوته بارتفاع أعداد السياح الذين يتوافدون على البندقية من دون اهتمام حقيقي بما تقدمه من تاريخ وثقافة، مشيرًا إلى أنهم يتجولون مع مجموعات منظمة، يركبون الجندول، ويكتفون بالتقاط الصور، دون أن يساهموا فعليًا في الاقتصاد المحلي أو التسوق من المتاجر الأصيلة.
وأضاف أن كثيرًا من الزوار لا يدخلون متاجر العلامات الفاخرة أو يشترون الحرف اليدوية الإيطالية، بل يتجهون إلى الباعة الجائلين الذين يبيعون سلعًا مقلدة، ما يتسبب في تراجع إيرادات المتاجر والمطاعم، حيث يفضل السياح استخدام نوافير المياه المجانية بدلًا من شراء زجاجات مياه.
وتساءل توكاتزيان عن مصير الزوار ذوي الذوق الرفيع الذين كانوا يضفون سحرًا خاصًا على المدينة، مستشهدًا بحفل زفاف الملياردير جيف بيزوس الذي اعتبره مثالًا على الفعاليات الراقية التي تستحق أن تحتضنها البندقية.
ورأى أن هذه الظاهرة السلبية لا تقتصر على البندقية فحسب، بل تمتد إلى مدن مثل ميلانو، حيث يتدفق آلاف السياح يوميًا من المخيمات المجاورة، ويغادرون المدينة دون أي مساهمة اقتصادية تُذكر، واصفًا ذلك بأنه “معركة يومية”.
على الجانب الآخر، رفضت جمعية “أسوتينتى” المعنية بحقوق المستهلكين هذا الاقتراح، واعتبرت أن فرض رسوم ضخمة على السياح لن يحل المشكلة، مشيرة إلى أن الأسعار المرتفعة داخل المدينة هي السبب الحقيقي وراء سلوك الزوار.
وقال المتحدث باسم الجمعية إن الحل الأفضل يكمن في تطوير نظام الحجز وتحسين صورة البندقية، وليس في إرهاق الزائر بضرائب جديدة.