صيف بلا عروض تأجيرية في الشارقة وعجمان.. ارتفاع الطلب يُقصي التسهيلات المعتادة

يشهد سوق الإيجارات السكنية في الشارقة وعجمان صيف 2025 حالة غير معتادة من غياب العروض الترويجية التي اعتاد عليها المستأجرون في مثل هذا الوقت من العام، حيث عبّر العديد منهم عن دهشتهم لعدم توفر أي تسهيلات أو خصومات، رغم أن فصل الصيف غالباً ما يرتبط بضعف الطلب وحركة السفر.

حيث أشار عدد من السكان في الشارقة إلى أنهم اعتادوا على مشاهدة عروض ترويجية من الملاك وشركات إدارة العقارات خلال الصيف، كوسيلة لجذب المستأجرين، لكن هذا العام يبدو الوضع مختلفاً تماماً، في ظل غياب تلك العروض حتى مع تنقلات السكان المعتادة.

وأكد بعضهم أن الشركات لم تقدم سوى بعض التسهيلات البسيطة مثل توفير مواقف للسيارات أو تثبيت القيمة الإيجارية دون تخفيضها، وذلك نتيجة لثبات الطلب واستقراره نسبياً.

في عجمان، لم يبدُ الوضع مختلفاً كثيراً، إذ لاحظ المستأجرون هناك أيضاً غياباً كاملاً لأي عروض استثنائية، رغم أن الإمارة شهدت نمواً في الطلب على العقارات، ما عزز توجه الشركات العقارية نحو الحفاظ على مستويات الأسعار الحالية دون الحاجة لتقديم مغريات إضافية.

وفي هذا الإطار، أوضح مديرو شركات عقارية أن سوق الإيجارات في الشارقة يشهد حالة من الاستقرار بعد ارتفاعات سجلتها بعض المناطق خلال الأشهر الماضية بنسبة تراوحت بين 10% و20%، وهو ما جعل السوق متوازناً إلى حد كبير، وألغى الدافع وراء إطلاق عروض موسمية.

وأكدوا أن الطلب ما زال قوياً حتى خلال أشهر الصيف، بعكس ما كان يحدث في الأعوام السابقة، ما عزز توجه الشركات إلى تثبيت الإيجارات بدلاً من تخفيضها.

أما في عجمان، فقد أوضح وكلاء عقاريون أن الإمارة شهدت نمواً ملحوظاً في حركة الانتقال إليها، خاصة مع ارتفاع الأسعار في مدن أخرى، مما ساهم في استمرار الطلب رغم حرارة الصيف.

وأشاروا إلى أن معظم العقارات المعروضة حظيت بإشغال مرتفع، ما قلّل الحاجة لأي حوافز تسويقية تقليدية، مؤكدين أن غياب العروض هذا الصيف يُعد سابقة نادرة.

من جهة أخرى، لم تسلم دبي من هذا التغير اللافت، بل على العكس، شهدت هي الأخرى ارتفاعات واضحة في الإيجارات خلال فصل الصيف، وصلت إلى أكثر من 10%، على عكس ما جرت عليه العادة في السنوات السابقة.

وأشار بعض المستأجرين إلى أن مؤشر الإيجار الذكي الصادر عن دائرة الأراضي والأملاك ساعدهم في التفاوض مع الملاك، إلا أن كثيراً من العقارات لا تزال تشهد زيادات ملحوظة، ما يعكس حالة عامة من ارتفاع الطلب في مختلف إمارات الدولة، حتى في فترات الركود التقليدية.