استياء عائلي متزايد بسبب تدخين “الفيب” في المولات.. ومطالب بتغليظ العقوبات لحماية الأطفال

أثارت ظاهرة تدخين السجائر الإلكترونية (الفيب) داخل المراكز التجارية في دبي موجة من الانتقادات من قِبل الزوار، الذين أعربوا عن قلقهم من تأثير هذا السلوك على الأطفال والعائلات، واعتبروه تصرفاً غير حضاري لا يتماشى مع طبيعة الأماكن العامة المغلقة.

وفي تصريحات متفرقة، أكد مواطنون ومقيمون أن “الفيب” أصبح مشهداً شائعاً في ممرات المولات، وأمام المطاعم ودور السينما، دون وجود رقابة صارمة أو تطبيق فعلي للعقوبات، مشيرين إلى أن غياب الردع شجّع بعض الشباب على ممارسة هذا السلوك في وضح النهار.

أبو حسام أحد الزوار، تحدث عن أثر هذه التصرفات على النشء قائلاً: “أصبح أطفالي يرون التدخين أمراً عادياً، بل ويسألون عن إمكانية تجربته، وهو ما يشكل خطراً تربوياً إلى جانب الضرر الصحي.”

ومن جانبه، أشار المواطن محمد الخاجة إلى الانتشار الواسع لتدخين الفيب بين الشباب داخل المراكز التجارية، لافتاً إلى أن هذا السلوك غير لائق ويؤثر على بيئة المول كوجهة عائلية، داعياً إلى فرض رقابة أكثر صرامة ومنع شامل لهذا النوع من التدخين في الأماكن المغلقة.

أما أحمد عبدالله فأكد أنه لاحظ مراراً استخدام “الفيب” في الممرات وأمام المحال التجارية، وخاصة في المناطق القريبة من المطاعم، مبيناً أن اللافتات التحذيرية غير كافية، ولا توضح بجلاء العقوبات المترتبة على المخالفين.

وعبّرت سارة إبراهيم، وهي أم لطفلين، عن استيائها من هذا المشهد المتكرر، قائلة: “ابني الصغير سألني عن الجهاز الذي يستخدمه أحد الزوار في السينما لأنه يريد تجربته، وهذا أمر خطير في بيئة يُفترض أن تكون عائلية وآمنة.”

رداً على هذه الشكاوى، أكدت بلدية دبي أنها وضعت مؤخرًا خطة متكاملة بالتعاون مع مشغلي المراكز التجارية، بهدف الحد من هذه الظاهرة، والتي تشمل تركيب لوحات إرشادية واضحة في جميع المداخل والممرات، وتكليف حراس الأمن بتنبيه الزوار إلى الحظر الكامل للتدخين بما في ذلك الفيب.

كما شملت الإجراءات توجيه المحال والمطاعم إلى الالتزام بالتوعية، ومنع التدخين بالقرب من المداخل والمخارج، وتحديد أماكن مخصصة بعيدة لا تقل عن 7 أمتار عنها.

وأكدت البلدية أنها تنفذ جولات تفتيشية دورية لضمان تطبيق هذه التعليمات، وذلك للحفاظ على الصحة العامة، وتوفير بيئة خالية من التدخين داخل مراكز التسوق.

وشددت البلدية علي التزامها بمواصلة حملاتها الرقابية وتفعيل أدوات الردع القانونية، استجابة لمطالب الجمهور، وضمانًا لبيئة صحية وآمنة لجميع الزوار.