تحذيرات صحية تهز الأسواق: الأرجنتين والبرازيل تسحبان معجون أسنان مثير للجدل
في خطوة مفاجئة أثارت قلق المستهلكين، قررت السلطات الصحية في كل من الأرجنتين والبرازيل سحب نوع معين من معجون الأسنان من الأسواق، بعد تواتر بلاغات عن ظهور أعراض جانبية مقلقة، يُعتقد أن لها علاقة بمادة “فلوريد القصدير”، المستخدمة منذ عقود في منتجات العناية بصحة الفم.
وقد أفادت الهيئة المعنية بالأدوية والتكنولوجيا الطبية في الأرجنتين بأنها تلقت ما لا يقل عن 21 بلاغًا حتى منتصف يوليو، تشكو من أعراض مثل تقرحات بالفم وإحساس بالحرقان وتورم في الأنسجة. بينما سجّلت البرازيل رقماً صادماً بلغ أكثر من 11 ألف حالة من الأعراض ذاتها، وذلك منذ يوليو من العام الماضي.
رغم خطورة البلاغات، لم تتمكن الجهات الصحية حتى الآن من تحديد ما إذا كان “فلوريد القصدير” هو المسؤول المباشر عن تلك الأعراض، أم أن المشكلة تكمن في تفاعله مع مكونات أخرى في تركيبة معجون الأسنان المعني.
وقد أصدرت الأرجنتين في 22 يوليو قراراً رسمياً يحظر تصنيع وبيع وتوزيع أي منتجات تحتوي على هذا المعجون داخل البلاد، وطالبت الجهات المعنية بتقديم أدلة علمية تؤكد أمان المنتج قبل السماح بإعادة تداوله في السوق.
وشددت الهيئة الصحية على أن منتجات العناية بالفم لا تُعتبر أدوية، بل تُصنف ضمن مستحضرات التجميل، وبالتالي لا يُفترض بها التسبب في أعراض جانبية خطيرة، إلا إذا كانت تحظى باعتراف علمي بخصائصها العلاجية، وهو ما لم يتوفر حتى الآن.
تجدر الإشارة إلى أن “فلوريد القصدير” يُستخدم منذ أكثر من ستين عاماً في مكافحة البكتيريا وتقوية مينا الأسنان، وتحظى المادة بموافقة جهات مرموقة مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية والمفوضية الأوروبية.
كما أن المعايير الدولية تفرض سقفاً لتركيز الفلورايد لا يتجاوز 1500 جزء في المليون في معاجين الأسنان، وهي النسبة التي تراعيها معظم المنتجات المطروحة في الأسواق.
من جانبها، أوضحت طبيبة الأسنان كاميلا جوتيريز أن تركيز الفلورايد في معظم المعاجين العادية لا يتعدى 960 جزءاً في المليون، وهو تركيز آمن نظريًا عند الاستخدام اليومي.
غير أن الجهات الصحية لا تزال تواصل تحقيقاتها لمعرفة ما إذا كان هناك تفاعل بين فلوريد القصدير ومكونات أخرى قد ينتج عنه سمّية غير متوقعة.