
تقويم دراسي جديد يُحدث تحولاً شاملاً في حياة الأسر والطلبة بالإمارات
في خطوة جديدة تعكس توجه الدولة نحو دعم التماسك الأسري وتحسين جودة الحياة التعليمية، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تطبيق تقويم مدرسي محدث بدءاً من العام الدراسي 2025-2026، يشمل تعديلات جوهرية على نظام الإجازات والفصول الدراسية.
ويأتي هذا التغيير في إطار تحقيق مستهدفات “عام المجتمع”، بما يدعم الأسرة والطالب ويخلق بيئة تعليمية متوازنة على مدار العام.
وأكدت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، أن الجدول الزمني الجديد يمثل نقلة نوعية في أسلوب تنظيم العام الدراسي، إذ يُعزز التكافل المجتمعي ويمنح الأسرة مرونة أكبر في التخطيط لحياة أبنائها التعليمية والاجتماعية، كما يسهم في تعزيز الاستقرار داخل المجتمع المدرسي من خلال توحيد مواعيد الدراسة والعطل بين المدارس الحكومية والخاصة.
وشددت الوزيرة على أن هذا النهج الجديد لا يقتصر على كونه جدولاً زمنياً، بل يُعد أداة استراتيجية على مستوى الدولة، تُسهم في تناغم الخطط التعليمية مع البرامج الثقافية والاجتماعية والسياحية، مما يعزز اندماج التعليم في نسيج الحياة اليومية للمجتمع.
من جهته، أوضح وكيل الوزارة المهندس محمد القاسم أن هذا التحديث يُجسد التزام الوزارة بتوفير بيئة تعليمية تراعي احتياجات الأسرة وتمنح الطلبة فرصاً متساوية للراحة والتعلم، من خلال توزيع منتظم لفترات التعليم والعطلات على مدار العام، وهو ما يسهم في تقوية الروابط الأسرية والتخطيط السلس لحياة الطلبة.
ويقوم النظام الجديد على تواريخ محددة وموحدة لانطلاق العام الدراسي ومراحله الثلاث، إلى جانب نهاية السنة الدراسية، بحيث يُطبق على جميع المدارس في الدولة دون استثناء، مما يعزز وحدة النظام التعليمي ويُسهم في رفع كفاءته.
ومن المقرر أن يبدأ العام الدراسي الجديد في 25 أغسطس 2025، وتنطلق معه أولى الفصول الثلاثة، التي تُختتم بإجازة شتوية مدتها أربعة أسابيع، تبدأ في 8 ديسمبر وتنتهي في 4 يناير 2026، لتُستأنف الدراسة بعدها في 5 يناير، مما يمنح الطلبة فترة راحة كافية بعد فصل دراسي مكثف.
أما الفصل الثاني، فينطلق في 5 يناير 2026، ويستمر حتى عطلة الربيع التي تمتد من 16 إلى 29 مارس، وتُستأنف الدراسة في 30 مارس، باستثناء مدارس الشارقة الخاصة التي تعود في 23 مارس.
ويبدأ الفصل الدراسي الثالث في 30 مارس، وتُختتم السنة الدراسية في 3 يوليو، باستثناء مدارس الشارقة الخاصة التي تنهي عامها في 2 يوليو.
كما يشمل التقويم الجديد إدراج إجازات قصيرة في منتصف كل فصل دراسي للمدارس الحكومية والخاصة التي تعتمد منهاج الوزارة، وذلك لتوفير استراحة دورية تساعد الطلبة على استعادة النشاط، حيث تنطلق إجازة منتصف الفصل الأول من 13 إلى 19 أكتوبر، والثاني من 11 إلى 15 فبراير، والثالث من 25 إلى 31 مايو، بالتزامن مع عطلة عيد الأضحى.
وتم منح المدارس الخاصة التي لا تطبق منهاج الوزارة مرونة في إدراج إجازات منتصف الفصل خلال شهري أكتوبر وفبراير فقط، على ألا تتجاوز كل عطلة خمسة أيام متتالية، بما يتناسب مع خصوصية كل مدرسة دون التأثير على وحدة التقويم الوطني.
وأكدت الوزارة على ضرورة التزام جميع المدارس بالتقويم الجديد، بما في ذلك إجراء التقييمات النهائية واستكمال المنهاج خلال الأسبوع الأخير من كل فصل، ما لم تكن الصفوف تخضع لاختبارات دولية خارج مواعيد التقويم، كما شددت على التزام المدارس الخاصة المطبقة لمنهاج الوزارة بجداول الاختبارات المركزية.
الهيكلة الجديدة لا تُعنى فقط بتنظيم الوقت، بل ترسم معالم عام دراسي يراعي التوازن النفسي والذهني للطلبة، ويُعزز من فرص الترابط الأسري، في خطوة استراتيجية تمهد لمستقبل تعليمي أكثر استقراراً وتكاملاً في دولة الإمارات.