بعد قرن ونصف من الصحافة.. “لوس أنجلوس تايمز” تستعد لمغامرة في سوق الأسهم
في خطوة لافتة تعكس تحولاً كبيرًا في مسار واحدة من أعرق الصحف الأمريكية، أعلن الملياردير باتريك سون شيونج، مالك صحيفة لوس أنجلوس تايمز، عن نيته طرح الصحيفة للاكتتاب العام خلال العام المقبل، في محاولة لتوسيع قاعدة ملكيتها ومنح القراء فرصة لأن يكونوا جزءًا من مستقبلها.
وأكد سون شيونج، أن الصحيفة تسعى لأن تكون صوتًا جامِعًا لكل الاتجاهات السياسية في المجتمع الأمريكي، مضيفًا: “لا يهم إن كنت جمهورياً أم ديمقراطياً، من اليمين أو اليسار، ما يهم هو أننا جميعاً أمريكيون، ويجب أن نعبر عن الجميع من خلال هذه المنصة الإعلامية”.
منذ تأسيسها عام 1881 في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، فرضت الصحيفة نفسها كلاعب رئيسي في المشهد الإعلامي الأمريكي، واشتهرت بتغطياتها الغنية محليًا ودوليًا. وخلال مسيرتها الطويلة، حصدت الصحيفة أكثر من 40 جائزة بوليتزر، التي تُعدّ الأرفع في الصحافة الأمريكية، بفضل تغطياتها في مجالات السياسة، الاقتصاد، الثقافة، البيئة، والتكنولوجيا.
وأشار مالك الصحيفة إلى أن الإجراءات التمهيدية للطرح في البورصة جارية بالتعاون مع مؤسسات مالية مختصة، موضحًا أن الهدف هو تحويل الصحيفة إلى منصة تمثّل التنوع الأمريكي في كافة أبعاده.
ورغم تاريخها العريق، لم تكن لوس أنجلوس تايمز بمنأى عن التحديات الاقتصادية التي عصفت بقطاع الصحافة، حيث واجهت تراجعًا كبيرًا في عائدات الإعلانات، إلى جانب التغيرات في سلوك القراء مع هيمنة المنصات الرقمية، ما اضطرها إلى اتخاذ إجراءات تقشفية شملت تقليص عدد موظفيها مطلع عام 2024.
وكان سون شيونج، الذي يُعرف بثروته في قطاع التكنولوجيا الحيوية، قد استحوذ على الصحيفة في عام 2018 ضمن صفقة قيمتها 500 مليون دولار، شملت كذلك صحيفة سان دييغو يونيون تريبيون وعدداً من الصحف الإقليمية. هذه الصفقة مثّلت عودة الصحيفة إلى ملكية محلية بعد سنوات من الإدارة الخارجية تحت مظلة شركة “ترونك” في شيكاغو.
ورغم العقبات، تواصل الصحيفة الأمريكية الكبرى سعيها نحو التحول الرقمي وتثبيت مكانتها كمنصة إعلامية مستقلة تُعبّر عن نبض الشارع الأمريكي، لا سيما في الساحل الغربي للولايات المتحدة، حيث تلعب دورًا بارزًا في تغطية قضايا السياسة والثقافة والمجتمع.