إيطاليا تحت حصار الطقس: حرّ لاهب في الجنوب وفيضانات مدمّرة في الشمال
تواجه إيطاليا هذا الأسبوع طقسًا استثنائيًا يُنذر بعواقب خطيرة، حيث تضرب موجة حر غير مسبوقة المناطق الجنوبية، بينما تتعرض مناطق الشمال لعواصف عاتية وأمطار طوفانية، في مشهد يُجسد بوضوح اضطراب المناخ العالمي.
فمنذ يوم الإثنين، بدأت كتلة هوائية شديدة الحرارة قادمة من شمال إفريقيا في اجتياح الجنوب الإيطالي، وسط تحذيرات من استمرارها حتى نهاية الأسبوع على الأقل.
وتشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة قد تصل في بعض المناطق إلى قرابة 50 درجة مئوية، خاصة في صقلية وسردينيا، حيث قد تسجل المناطق الداخلية درجات حرارة تتراوح ما بين 46 و48 درجة، لتقترب بذلك من الرقم القياسي الأوروبي المسجل في فلوريديا عام 2021 والبالغ 48.8 درجة.
في المقابل، يشهد شمال البلاد تقلبات مناخية حادة، حيث اصطدم الهواء الساخن القادم من الجنوب بجبهة هوائية باردة مصدرها شمال أوروبا، مما أدى إلى نشوء عواصف رعدية عنيفة وأمطار غزيرة قد تتجاوز 150 ملم خلال ساعات قليلة فقط، إضافة إلى رياح قوية تسببت في اقتلاع الأشجار وانهيارات أرضية طالت المناطق الجبلية.
ويرى الخبير المناخي “فيديريكو بريشيا” أن البلاد تمر بمرحلة غير مسبوقة من التفاوت المناخي، موضحًا أن “ما نعيشه اليوم ليس من سمات مناخ البحر المتوسط المعتاد، بل هو اختلال واضح في توازن الطقس”.
كما أشار إلى أن البلاد قد تشهد انخفاضًا مفاجئًا في درجات الحرارة مع نهاية الأسبوع، مع توقعات بوصول موجة هوائية باردة من الشمال تخفض الحرارة بما يصل إلى 10 درجات مئوية.
في ضوء هذه الظروف القاسية، أطلقت السلطات الصحية تحذيرات واسعة، خصوصًا لكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، داعية إلى تجنب الخروج نهارًا. كما تم إعلان حالة الطوارئ في بعض المناطق التي تواجه خطر الفيضانات والانهيارات الأرضية.
وتأتي هذه التحذيرات وسط مخاوف متزايدة من تكرار الكوارث المناخية التي ضربت البلاد في السنوات الماضية، وهو ما يعزز المخاوف من تحول الظواهر الجوية المتطرفة إلى واقع متكرر يهدد الاستقرار البيئي والمعيشي في إيطاليا.