اخبار الامارات

“تريند” عيون الدمية.. هوس رقمي يهدد فتياتنا بالعمى وتشوهات دائمة

انتشرت في الآونة الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي ظاهرة جديدة تحمل اسم «عيون الدمية»، تعتمد على حقن الفيلر تحت العين بهدف الحصول على مظهر شبابي يشبه ملامح الدمى.

هذه الصيحة سرعان ما لاقت رواجاً بين الفتيات، خصوصاً المراهقات، غير أن الأطباء حذروا من خطورتها الشديدة، مؤكدين أنها قد تسبب مضاعفات جسيمة، من أبرزها احتمال فقدان البصر.

وأشار متخصصون في الجلدية وطب العيون إلى أن المنطقة الواقعة تحت العين تُعد من أكثر مناطق الوجه حساسية، نظراً لاحتوائها على أوعية دموية دقيقة متصلة مباشرة بتدفق الدم إلى العين، ما يجعل أي خطأ في عملية الحقن له تأثيرات خطيرة.

وقد سجلت حالات أصيبت بما يسمى “هجرة الفيلر”، وهي حالة تنتقل فيها المادة المحقونة إلى مناطق مجاورة كالخد، مسببة تشوهاً في المظهر أو مضاعفات طبية معقدة.

أستاذ الأمراض الجلدية الدكتور أنور الحمادي أوضح أن التزايد الملحوظ في هذه الممارسات التجميلية بين المراهقات يدق ناقوس الخطر، لافتاً إلى أن استخدام الفيلر يجب أن يُقتصر على حالات طبية ضرورية كعلاج التجاويف أو الهالات الغائرة، لا أن يكون وسيلة لتقليد صيحات مؤقتة.

وأشار إلى أن بعض العيادات تتعامل مع هذه الإجراءات كخدمة تجارية بحتة دون اعتبار للمخاطر أو لحاجة المريضة الحقيقية، محذراً من النتائج المشوهة التي قد تترتب على هذه الإجراءات، خصوصاً في حالات عدم توازن ملامح الوجه.

وفي السياق ذاته، شدد الدكتور عصام الطوخي، استشاري طب وجراحة العيون، على أن خطأ بسيطاً في منطقة ما حول العين قد يسبب مشاكل في الرؤية، بل وقد يؤدي في بعض الحالات إلى فقدان البصر.

وأوضح أن هناك مرضى اضطروا للخضوع إلى جلسات إذابة الفيلر أو حتى عمليات جراحية لإزالة المادة، مشيراً إلى أن بعض هذه الحالات تعرضت لتلف دائم في النظر دون القدرة على استعادته.

أما أخصائية الجلدية مودة بركات، فأكدت أن الفيلر مادة آمنة نسبياً عند استخدامها لأغراض طبية واضحة وتحت إشراف مختص، لكنها تتحول إلى أداة خطيرة إذا استُخدمت بشكل عشوائي أو بدافع تقليد الترندات.

وأضافت أن بعض الفتيات لا يدركن أن ما يُروج له تحت مسمى «عيون الدمية» لا يتناسب في كثير من الأحيان مع ملامح الوجه الطبيعية، ما يؤدي إلى نتائج غير متناسقة يصعب تصحيحها لاحقاً.

من جانبه، تناول الدكتور محمود نجم، استشاري الطب النفسي، الجوانب النفسية المرتبطة بهذه الظاهرة، مشيراً إلى أن المراهقات يتأثرن بشدة بالصور والمقاطع التي تعرض معايير سطحية للجمال، ما يدفعهن إلى السعي وراء القبول الاجتماعي عبر تعديل المظهر الخارجي.

وأكد أن هذا السلوك قد يكون ناتجاً عن اضطرابات نفسية مثل اضطراب تشوه صورة الجسد، حيث تنشغل الفتاة بملاحظات وهمية عن شكلها، ما يُسبب لها قلقاً دائماً وشعوراً بالنقص.

وشدد على أهمية دور الأسرة في تعزيز الثقة بالنفس لدى الفتيات، وتوجيههن نحو تنمية المهارات والاهتمام بالإنجازات الشخصية بدلاً من الانشغال بالمظاهر.

كما دعا إلى التوجه إلى أطباء نفسيين مختصين عند ملاحظة مؤشرات على وجود اضطرابات تتعلق بالمظهر، بدلاً من اللجوء إلى إجراءات تجميلية قد تزيد من تعقيد المشكلة.

وقد خلُص الأطباء إلى أن الفيلر تحت العين قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تشمل التورم الدائم، والكدمات المزمنة، والتكتلات، وتغير لون الجلد، والحساسية، والالتهابات، وهجرة الفيلر، وتشوه مظهر العين، وانسداد الأوعية الدموية، وحتى فقدان البصر في بعض الحالات النادرة.

وناشدوا الجميع بعدم الانسياق خلف صيحات مؤقتة قد تترك آثاراً لا يمكن علاجها بسهولة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى