النجوم العالميون في الطريق إلى الدوري الإماراتي.. رياضيون يحذرون ويطالبون بخطة صارمة
أثار إعلان رابطة المحترفين الإماراتية عن مبادرة لدعم الأندية ماليًا في صفقاتها مع نجوم كرة القدم العالميين موجة من التفاعل بين خبراء الرياضة، الذين شددوا على ضرورة أن تُدار هذه المبادرة بمعايير واضحة وخطة استراتيجية دقيقة لضمان نجاحها دون الإخلال بالتوازن المالي للأندية.
وأكد رياضيون أن هذه الخطوة الطموحة قد تتحول إلى عبء مالي كبير إذا لم تحكمها ضوابط صارمة، مطالبين بمشاركة فاعلة من القيادات الرياضية والمجالس والأندية والرعاة في وضع آليات تنفيذ شفافة تضمن اختيار اللاعبين بدقة، بما يخدم الأهداف الفنية والتسويقية للدوري.
وقد تم الإعلان عن المبادرة الجديدة من قبل الرابطة على هامش مراسم قرعة بطولتَي دوري أدنوك للمحترفين ومصرف كأس أبوظبي الإسلامي، حيث أوضحت الرابطة أن الدعم سيوجه نحو صفقات عالمية تعزز التنافسية وتزيد من شعبية البطولة محليًا ودوليًا.
وفي هذا السياق، عبّر المحلل الرياضي خالد عبيد عن تأييده للمبادرة، معتبرًا أنها تحمل في طياتها نقلة نوعية للدوري الإماراتي، بشرط أن يتم تنفيذها برؤية مدروسة، تعتمد على معايير مثل عمر اللاعب، وعدد مبارياته الدولية، وتجربته في الدوريات الكبرى، وأدائه خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف عبيد أن الاستفادة الحقيقية من النجوم تتطلب دراسة متأنية لكل صفقة، مشيرًا إلى أن بعض التجارب السابقة، كصفقة الإسباني أندريس إنييستا، لم تحقق النجاح المرجو، في حين نجحت أسماء أخرى في ترك أثر دائم، مثل الأسطورة الأرجنتيني مارادونا، والمدافعين الإيطاليين كانافارو وتوني.
من جانبه، اعتبر عمر الحمادي، المحاضر الدولي في اتحاد كرة القدم، أن المبادرة تأتي في وقت تشهد فيه صفقات الأجانب تذبذبًا واضحًا بين الأندية، وهو ما يؤثر سلبًا على الميزانيات وعلى استقرار الفرق.
وأكد أن معالجة هذه الظاهرة يجب أن تبدأ من تطوير آليات التقييم الفني داخل الأندية قبل التوجه لأي تعاقدات جديدة.
وأشار إلى أن نجاح المبادرة مرهون بالقدرة على تحويل النجوم إلى أدوات تطوير حقيقية، وليس مجرد أسماء تملأ وسائل الإعلام دون مساهمة ملموسة داخل أرضية الملعب.
أما اللاعب الدولي السابق يوسف عبدالعزيز، فقد أشاد بالمبادرة واعتبرها متماشية مع ما يحدث في الدوريات الكبرى، حيث أصبح النجم العالمي عنصرًا حاسمًا ليس فقط على المستوى الرياضي بل وحتى الاقتصادي، مؤكدًا أن التعاقدات الذكية قد تفتح أبواباً لعوائد مالية ضخمة للأندية.
وسلط عبدالعزيز الضوء على تجارب ناجحة سابقة في الدولة، مثل تعاقد الجزيرة مع جورج وياه، والظفرة مع عبيدي بيليه، وشباب الأهلي مع علي دائي، لافتًا إلى أن القيمة الفنية يجب أن تبقى المعيار الأساسي في أي صفقة مستقبلية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الإمارات، بما تمتلكه من أمن واستقرار وجودة حياة استثنائية، تمثل بيئة مثالية لاستقطاب النجوم الكبار، وهو ما يعزز فرص نجاح هذه المبادرة إذا ما طُبقت باحترافية وشفافية تامة.