زحف روسي متسارع في أوكرانيا.. يونيو يسجل أكبر تقدم منذ مطلع 2025
تشهد الحرب في أوكرانيا تحولًا ميدانيًا ملحوظًا، حيث صعّدت القوات الروسية من عملياتها الهجومية خلال الصيف، محققة مكاسب هي الأكبر لها على الأرض منذ بداية هذا العام، وفق ما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز”.
التفوق العددي الروسي، إلى جانب هيمنتها الجوية، منح موسكو قدرة واضحة على التقدم في أكثر من محور قتالي، وسط تقديرات تشير إلى أن روسيا لا تسعى فقط لفرض سيطرتها على الأراضي، بل تسعى كذلك إلى إنهاك وتفكيك القدرات العسكرية الأوكرانية بشكل تدريجي.
في الوقت نفسه، تتزايد التساؤلات حول قدرة الاقتصاد الروسي على الاستمرار في تمويل هذه الحرب المكلفة.
على الجانب الآخر، تواجه كييف تحديات داخلية وخارجية، إذ إن استمرار الدعم العسكري الغربي بات محل جدل، خاصة بعد إشارات متباينة صادرة عن إدارة ترامب بشأن التزامها بمواصلة إمداد أوكرانيا بالسلاح.
وفي المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي مؤخرًا أن دول الناتو ستتولى شراء أسلحة أمريكية لتقديمها لكييف، في محاولة للحفاظ على تدفق الدعم.
ميدانيًا، شهدت جبهات القتال تصعيدًا واضحًا خلال الشهرين الأخيرين، إذ كثفت القوات الروسية هجماتها من الشمال وحتى الجنوب، وتحديدًا في منطقة زابوريجيا.
وتمكنت موسكو من بسط سيطرتها على أكثر من ثلثي إقليم دونيتسك، الذي يمثل نقطة محورية في القتال البري.
وأحرزت روسيا تقدمًا استراتيجيًا في محيط مدينة كوستيانتينيفكا، حيث أنشأت جيبًا عسكريًا بعمق 16 كيلومترًا يُحاصر القوات الأوكرانية من ثلاثة اتجاهات.
كما توغلت لأول مرة في منطقة دينبروبروفيسك الواقعة شرقي البلاد، في تطور جديد منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.
بحسب شهادات جنود أوكرانيين، تعتمد روسيا على نهج مزدوج يتمثل في تثبيت القوات الأوكرانية من خلال المسيرات والضربات الجوية قبل شن هجمات مباشرة بواسطة وحدات قتالية لا تعرف التوقف.
في المقابل، تلجأ أوكرانيا إلى إرسال وحدات مدربة ومزودة بطائرات مسيّرة لاحتواء التقدم الروسي، في ما يشبه عمليات إطفاء النيران المتكررة.
إلا أن زخم الهجمات الروسية المتواصلة يُثقل كاهل الجيش الأوكراني، الذي يعاني من نقص في العتاد والجنود، ما يجعل من الصعب الحفاظ على خطوط الدفاع.
البيانات الميدانية توضح حجم التقدم، إذ أشارت منظمة “دولة عميقة” الأوكرانية إلى أن روسيا سيطرت على أكثر من 214 ميلًا مربعًا من الأراضي الأوكرانية خلال يونيو فقط، مقارنة بـ173 ميلًا في مايو.
ورغم أن هذا الرقم لا يتجاوز 0.1% من مساحة أوكرانيا شهريًا، إلا أن استمرار هذا النسق قد يمكن روسيا من فرض سيطرتها الكاملة على المناطق الأربع التي أعلنت ضمها عام 2022 خلال السنوات القليلة المقبلة.