
الحبتور يطالب بتخفيف ساعات الدراسة للأطفال..و”التربية” ترحب بالحوار
شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين تفاعلاً كبيراً مع المناشدة التي أطلقها رجل الأعمال الإماراتي خلف أحمد الحبتور، والتي دعا من خلالها وزارة التربية والتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي إلى إعادة النظر في نظام الدوام المدرسي الطويل، خاصةً للأطفال الصغار الذين يعانون من الاستيقاظ المبكر والتنقل الطويل يومياً بين المنزل والمدرسة.
مناشدة الحبتور واستجابة “التربية”
وقال الحبتور في تغريدة له عبر منصة “إكس”: “أطفالنا أمانة في أعناقنا أراهم كل صباح يركبون الحافلات منذ السادسة صباحاً، ويقضون وقتهم في الطريق بين المدرسة والبيت هذا كثير عليهم، خاصة على الصغار فالطفل يريد أن يتعلم لا أن يعاني”.
وأضاف: “أدعو وزارة التربية وهيئة المعرفة إلى النظر بجدية في هذا الموضوع فلماذا لا يكون هناك مدرسة أو حضانة في كل حي؟ نحن مستعدون للمساعدة، فالمسؤولية مشتركة، والرحمة ضرورية فالطفولة مرحلة أساسية في بناء الإنسان، فلنُخفف عنهم العبء”.
وجاء الرد سريعاً من وكيل وزارة التربية والتعليم، محمد القاسم، الذي أكد عبر حسابه الرسمي أن “المسؤولية مشتركة بو راشد، ونحن جميعاً فريق عمل واحد لمصلحة الطالب و يسعدنا اللقاء معكم وفريق عملكم لمناقشة الأفكار التطويرية والتحسينية”.
تفاعل واسع ونقاش مجتمعي مثمر
فتحت هذه المبادرة باباً واسعاً للنقاش المجتمعي على منصة “إكس”، حيث تداول المستخدمون مقترحات وتجارب تعليمية من دول أخرى.
أحد المغردين أشار إلى نموذج التعليم في بريطانيا، حيث يتم إعفاء طلاب رياض الأطفال والمراحل الابتدائية من الحقائب الثقيلة، ويُعتمد التعلم التفاعلي داخل الأحياء السكنية، مما يعزز حب الطفل للمدرسة عبر التجربة والاستكشاف.
دعوات لتطوير البنية التعليمية السكنية
عدد من المشاركين في النقاش انتقدوا غياب المدارس المجانية في بعض المناطق، مشيرين إلى أن المدارس المتوفرة غالباً ما تكون خاصة وبتكاليف مرتفعة، رغم أن الأراضي مخصصة للأغراض السكنية.
وطالبوا بإعادة النظر في توزيع الخدمات، واستبدال بعض الحدائق أو المجمعات التجارية بمدارس حكومية متطورة تخدم شرائح المجتمع كافة.
وتطرق آخرون إلى التجربة الصينية في التخطيط العمراني، حيث يتم تصميم الأحياء السكنية لتشمل مدارس، و مستشفيات، ومراكز خدمية، مما يقلل الاعتماد على وسائل النقل ويقرب المؤسسات التعليمية من الأسر.
دفاع عن النظام الحالي
في المقابل، دافع بعض المستخدمين عن النظام التعليمي الحالي، مؤكدين أن المدارس الحكومية في الدولة تُعد من بين الأفضل في المنطقة، وأن عملية التسجيل تتيح للطالب الالتحاق بأقرب مدرسة، مع توفير حافلات مدرسية آمنة وفعالة من حيث الكفاءة والمعايير العالمية للسلامة.
نحو بيئة تعليمية أكثر قرباً من الطفل
ويبدو أن هذه الدعوة ستفتح المجال أمام حوار وطني حول سبل تحسين التخطيط التعليمي والخدمي بما يحقق بيئة مدرسية أقرب للطفل، تدعم جودة الحياة، وتخفف الأعباء عن الأسر.
والجدير بالذكر أن الحوار المجتمعي الذي أطلقه الحبتور يعكس وعياً متزايداً بأهمية تطوير المنظومة التعليمية بما يحقق التوازن بين التحصيل العلمي وراحة الطالب النفسية والجسدية.