
منهج جديد لتعليم العربية في دبي: انطلاقة مشوقة تبدأ من سبتمبر المقبل
تبدأ دبي قريبًا مرحلة جديدة في تعليم اللغة العربية، حيث كشفت هيئة المعرفة والتنمية البشرية عن تفاصيل خطتها لتطبيق سياسة جديدة تستهدف ترسيخ اللغة العربية في نفوس الأطفال منذ الصغر، وذلك في المدارس الخاصة ومراكز الطفولة المبكرة، اعتبارًا من سبتمبر المقبل.
تتحمل المؤسسات التعليمية مسؤولية مباشرة لتقديم برامج تعليمية مبتكرة تعتمد على اللعب والاستكشاف، وتستند إلى بيئة تعليمية محفزة تستثير حواس الطفل وتعزز حبّه للعربية.
كما يُطلب من المدارس تخصيص ما لا يقل عن ثلث ساعات التفاعل الأسبوعية للأنشطة المرتبطة باللغة، بإشراف معلمين متخصصين ومتحمسين لتدريسها.
وتشير الأرقام الرسمية إلى وجود أكثر من 387 ألف طالب وطالبة موزعين على مدارس دبي الخاصة، بدعم من 27 ألف معلم ومعلمة، إلى جانب نحو 274 مركزًا للطفولة المبكرة، منها 25 مركزًا جديدًا تحتضن ما يقارب 27,500 طفل.
وتهدف السياسة إلى غرس ارتباط وجداني باللغة لدى جميع الأطفال، سواء كانوا من الناطقين بها أو غير الناطقين، وتعزيز موقعها كلغة أساسية في بيئة متعددة الثقافات واللغات، بما يدعم تنمية الهوية والانتماء.
وتنطلق المرحلة الأولى من الخطة في سبتمبر 2025، بينما يبدأ التطبيق في المدارس التي تتبع تقويم أبريل مارس في إبريل 2026، وتشمل هذه المرحلة فئة الأطفال من 4 إلى 6 سنوات، أي المرحلة التمهيدية لما قبل التعليم الابتدائي.
وسيُعاد تقييم نتائج التطبيق بعد عامين، من أجل بناء الخطوات التالية بشكل مدروس.
ورغم اعتماد السياسة رسميًا، لم تُعلن الهيئة بعدُ عن دليل موحد يضبط آليات التنفيذ في جميع المدارس، مراعاة لاختلاف النماذج التعليمية والمناهج والجنسيات، إلا أنها أكدت أن التوقعات التعليمية ستكون واضحة ومتكافئة للجميع، مع ضمان التمايز في معايير التقييم بين الأطفال العرب وغير العرب.
وتحرص الهيئة على منح المدارس حرية اختيار الوسائل والأساليب التي تتماشى مع طبيعة طلابها، ما دام الهدف الأساسي هو تحقيق نتائج فعالة ومثمرة في تعلم العربية.
وتبني هذه السياسة على مفاهيم حديثة تؤمن بأن الأطفال يتعلمون اللغة من خلال المحادثة، والتساؤلات، والقصص، والألعاب التخيّلية، والتجارب الحسية، وهي أدوات تحفز التفكير والإبداع، وتُعزز تفاعل الطفل مع اللغة بشكل طبيعي وسلس.
وتؤكد الهيئة أن مشاركة الوالدين، وتكرار الاستماع للغة العربية الفصحى في محيط الطفل، عوامل حاسمة في تسريع وتثبيت التعلم. ولهذا، أوصت بتوظيف معلمين يتمتعون بطلاقة لغوية عالية، لما لذلك من أثر مباشر في تمكين الأطفال من اكتساب اللغة بسلاسة.
وتسعى السياسة الجديدة إلى تعزيز الهوية اللغوية والثقافية، وخاصة للأطفال الإماراتيين، من خلال تصميم برامج تعليمية عالية الجودة تتماشى مع احتياجات جميع الفئات، وتنسجم مع رؤية دبي التعليمية 2033، والاتجاهات المستقبلية في تطوير التعليم.
باختصار، تُعد هذه السياسة خطوة طموحة ترسم ملامح جيل جديد أكثر قدرة على التواصل بالعربية، وأكثر فخرًا بها كلغة وثقافة وهوية.