كارثة منسية في قلب الغابات.. الأمازون يئن تحت وطأة الجفاف
في قلب أمريكا الجنوبية، وتحديدًا داخل أكبر غابة مطيرة على كوكب الأرض، تتكشف ملامح أزمة بيئية متفاقمة لم يسبق لها مثيل، حيث تواجه منطقة الأمازون في البرازيل جفافًا شديدًا أدى إلى انحسار مياه الأنهار وترك مساحات شاسعة من الأراضي جافة وعرضة للكوارث.
وتنقل صحيفة “إنفوباي” الأرجنتينية تفاصيل الكارثة التي طالت نهر ماديرا في مدينة “هوميتا” شمالي البلاد، حيث أظهرت لقطات جوية عبر طائرات مسيّرة مشاهد صادمة لأراضٍ متشققة وضفاف رملية ضخمة، في ظل تراجع كبير لمياه النهر، ما يعكس فداحة ما خلفه تغير المناخ.
ولا يقتصر الضرر على المنظر العام، بل يمتد ليشل الحركة في كثير من المناطق النائية التي تعتمد كليًا على الأنهار كوسيلة أساسية للنقل والتواصل، ما يعمق العزلة الإنسانية والاقتصادية لتلك المجتمعات.
وتفيد وزارة البيئة البرازيلية بأن أكثر من نصف أراضي البلاد ما يقارب 58% تأثرت بموجات الجفاف، في حين تمر 20% منها بجفاف شديد، مشيرة إلى تراجع منسوب بعض الأنهار من 14 مترًا إلى أقل من متر، وبالتحديد إلى 70 سنتيمترًا فقط.
وتعرب الوزيرة سيلفا عن مخاوفها من أن تشهد الأسابيع المقبلة مزيدًا من التدهور في منسوب نهرَي “سوليموينس” و”نيغرو”، وهما من الروافد الكبرى لنهر الأمازون، خاصة في ظل استمرار انخفاض معدلات الأمطار المتوقعة.
وتزداد حدة الأزمة مع اشتداد الحرائق في الغابات، إذ كشف معهد الأبحاث الفضائية البرازيلي (INPE) أن سبتمبر 2024 شهد زيادة بنسبة 8.3% في عدد الحرائق مقارنة بأغسطس، الذي كان أصلًا الأعلى منذ أكثر من عقد.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الأمازون، رئة الأرض الخضراء، يخوض معركة صامتة من أجل البقاء، تستوجب تحركًا عالميًا عاجلًا قبل أن تتحول الأزمة إلى نقطة لا رجعة فيها.