صيف ساخن في سوق الإيجارات بدبي.. الطلب يتفوق على المواسم ويرفع الأسعار
رغم أن فصل الصيف لطالما ارتبط في دبي بتراجع نسبي في أسعار الإيجارات وظهور عروض تحفيزية مثل زيادة عدد الدفعات أو منح أشهر مجانية، إلا أن صيف 2025 حمل مفاجآت غير معتادة، تمثلت في زيادات إيجارية ملحوظة تجاوزت في بعض الحالات نسبة 10%.
هذه الزيادات التي أشار إليها مستأجرون ومتعاملون في السوق لم تكن عشوائية، بل تمت وفق أطر تنظيمية واضحة ساهمت أدوات مثل «مؤشر الإيجار الذكي» في ضبطها، ما مكّن العديد من المستأجرين من التفاوض بنجاح مع الملاك والحد من رفع الإيجارات، في حال لم تكن مبررة أو أُخطِر بها خارج المهلة القانونية المحددة.
من جانبهم، أوضح عقاريون أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع اللافت في الإيجارات يعود إلى طفرة الطلب، التي تخطت تأثيرات الموسم الصيفي.
هذا الطلب مدفوع بنمو سكاني مستمر، وزيادة أعداد الوافدين، والمستأجرين المؤقتين والسياح، ما تسبب في تراجع عدد الوحدات المتاحة للإيجار طويل الأجل.
مستأجرون يروون تجاربهم
عدد من المستأجرين أكدوا أن مؤشر الإيجار الذكي الصادر عن دائرة الأراضي والأملاك بدبي كان أداة فعالة لحماية حقوقهم. فمثلاً، أحمد سعيد واجه زيادة تجاوزت 10% عند تجديد عقده في منطقة البرشاء هايتس، لكن بعد الرجوع إلى المؤشر، تمكّن من إثبات أن الزيادة غير مبررة، مما أجبر الشركة على التراجع عنها.
أما أميرة رشاد، فقد أوضحت أن البيانات المتاحة عبر المؤشر جعلت عملية التفاوض أكثر شفافية، خاصة مع توافر بدائل سكنية جيدة في مناطق مخدومة وذات أسعار مناسبة.
في المقابل، عبّر محمد مصلحي عن قلقه من الارتفاعات المتكررة مقابل ثبات الرواتب، مشيداً في الوقت نفسه بوجود أدوات تنظيمية تقلل من وقع الأزمة، فيما أشار معتز تامر إلى غياب العروض الصيفية المعتادة بسبب زيادة الإقبال.
عقاريون: الزيادة تعكس طلباً حقيقياً
بحسب مهند الوادية، الرئيس التنفيذي لشركة “هاربور العقارية”، فإن الإيجارات شهدت ارتفاعاً بنسبة تراوح بين 13 و17% مقارنة بفصول سابقة، مدفوعة بارتفاع مبيعات العقارات بنسبة 47% في النصف الأول من العام، مما جعل الملاك يرفعون الإيجارات سعياً لزيادة العوائد.
من جهته، أوضح صالح طباخ، الرئيس التنفيذي لـ”مجموعة الأندلس العقارية”، أن النمو السكاني في دبي هو أحد المحركات الرئيسة للطلب، خاصة أن غالبية الوافدين الجدد يفضلون الإيجار خلال السنوات الأولى، ما يدفع السوق لمزيد من الارتفاع.
المعدلات القياسية للإشغال
الخبيرة العقارية مريم القبيسي لفتت إلى أن سوق الإيجارات سجلت معدلات إشغال مرتفعة تخطت 90% في بعض المناطق الحيوية مثل الواجهات البحرية ووسط مدينة دبي، مؤكدة أن هذه النسبة تعكس حيوية السوق، وتزايد جاذبيته للمستثمرين والمقيمين على حد سواء.
كما شددت القبيسي على أن وجود مؤشر الإيجار الذكي والتنظيم الحكومي الدقيق جعلا من الاستثمار في الإيجارات خياراً آمناً، خاصة مع توقع استمرار النمو بنسب معتدلة حتى نهاية العام الجاري.