190 مليون درهم تحول تقاطعات دبي إلى لوحات خضراء بلمسات ذكية ومستدامة
أطلقت بلدية دبي سلسلة من المشروعات الزراعية التجميلية خلال النصف الأول من عام 2025، بتكلفة بلغت 190 مليون درهم، هدفت من خلالها إلى تحويل عدد من الشوارع والتقاطعات الرئيسة إلى مشاهد طبيعية مبهرة، ضمن رؤية شاملة لزيادة الرقعة الخضراء في الإمارة ورفع جودة الحياة وفق توجهات “دبي الخضراء” وخطة دبي الحضرية 2040.
وشملت المشروعات التي امتدت على مساحة تجاوزت 3 ملايين متر مربع مواقع محورية في المدينة، منها: تقاطع شارع الخيل مع شارع لطيفة بنت حمدان، وشارع الشيخ راشد حتى شارع الميناء، وتقاطع الشيخ زايد من جهة أبوظبي، إلى جانب شوارع طرابلس والخوانيج.
وتم خلال هذه المشروعات زراعة أكثر من 300 ألف شجرة وشجيرة، إضافة إلى فرش أكثر من 222 ألف متر مربع بمغطيات تربة وزهور موسمية، بما يمنح المدينة إطلالة بصرية متجددة ومتناغمة مع طبيعتها الحضرية.
في خطوة تعكس التزام دبي بالابتكار والاستدامة، اعتمدت البلدية أنظمة ري ذكية تعتمد على تقنيات إنترنت الأشياء، تتيح المراقبة والتحكم عن بعد، وتحسن من كفاءة استخدام المياه وتقلل من الفاقد، فضلاً عن وضع المضخات تحت الأرض للاستفادة من المساحات العلوية، في تصميم عملي وأنيق في آن واحد.
وأكد مدير عام بلدية دبي، المهندس مروان بن غليطة، أن هذه المشروعات تمثل جزءاً من منظومة متكاملة تهدف إلى إبراز هوية دبي البصرية والحضرية، وتعزيز مفاهيم البيئة المستدامة من خلال اختيار نباتات تتناسب مع طبيعة المنطقة، وتوفير بيئة صحية وجاذبة للسكان والزوار.
من جانبه، أشار بدر أنوهي، المدير التنفيذي لمؤسسة المرافق العامة في البلدية، إلى أن التصميمات راعت توحيد اللمسة الجمالية لمداخل دبي كافة، مع استخدام أصناف نباتية متنوعة تم اختيارها بدقة، مثل السدر والغاف والنيم من البيئة المحلية، إضافة إلى أصناف الزينة مثل البونسيانا والواشنطونيا والجهنمية.
كما لم تغفل المشروعات الجانب الجمالي البصري الليلي، حيث جرى تركيب إضاءات هندسية مستوحاة من فنون العمارة الإماراتية التقليدية في بعض التقاطعات، كتقاطع شارع الخيل، والتي تتغير ألوانها بحسب المناسبات الوطنية، ما يضفي بعداً إبداعياً يُعزز من شخصية المدينة.
وأظهرت الإحصاءات أن إجمالي النباتات التي تقع تحت إشراف بلدية دبي بلغ حتى نهاية الربع الأول من عام 2025، نحو 5.5 ملايين شجرة وشتلة، و8.7 ملايين متر مربع من المسطحات الخضراء، ومليوني متر مربع من الزهور الموسمية، وأكثر من 6 ملايين متر مربع من مغطيات التربة، إضافة إلى 1.3 مليون متر طولي من الأسوار النباتية.
هذا الإنجاز لا يعكس فقط التزام دبي بالاستدامة البيئية، بل يؤكد أيضاً مكانتها كمدينة عالمية تمتزج فيها التكنولوجيا بالطبيعة في مشهد عمراني متوازن يخدم سكانها ويبهج زوارها.