مع تزايد حركة السفر خلال فصل الصيف، حذر خبراء في الأمن السيبراني من نوع خطير من الهجمات الإلكترونية يُعرف باسم “الرجل في المنتصف”، يستغل فيه القراصنة الشبكات اللاسلكية العامة لسرقة بيانات المستخدمين دون علمهم، عبر شبكات مزيفة تُنشأ بأسماء مألوفة كـ”المطار” أو “المقهى” أو “الفندق”.
وأشار خبير الأمن السيبراني عبدالنور سامي إلى أن هذه الشبكات المجانية تُعد بيئة مثالية للاختراق، حيث يمكن للمهاجمين التنصت على كل ما يقوم به المستخدم بمجرد اتصاله بالشبكة، موضحاً أن استخدام شبكة “VPN” من جهة موثوقة أصبح ضرورة وليس خياراً، إلى جانب الابتعاد عن التطبيقات المجانية مجهولة المصدر.
وشرح أن بعض القراصنة ينشئون نقاط اتصال وهمية لجذب المستخدمين، خاصة في الأماكن العامة والمناطق السكنية، مما يتيح لهم الوصول إلى بيانات المراسلات والمعاملات البنكية بسهولة، مؤكدًا أن بعض تطبيقات “VPN” نفسها قد تكون مصائد للاختراق ما لم يتم تحميلها من مصادر رسمية موثوقة.
من ناحيته، أشار المهندس أحمد الزرعوني إلى أن حيلة “الرجل في المنتصف” تعتمد على التلاعب بالاتصال بين المستخدم وموقع الإنترنت، بحيث يتم اعتراض البيانات أو تغييرها دون علم أي من الطرفين، وغالبًا ما تُستخدم هذه التقنية لسرقة معلومات الدخول والبيانات المالية، خصوصًا أثناء الشراء الإلكتروني باستخدام بطاقات الائتمان.
ونصح الزرعوني المسافرين بعدم الاعتماد على بطاقاتهم البنكية أثناء السفر، وبدلاً من ذلك استخدام بطاقات مدفوعة مسبقاً للتحكم بالمبلغ المعروض، كما دعا إلى إغلاق “الواي فاي” في الهاتف عندما لا يكون قيد الاستخدام لتقليل فرص التسلل.
من جهته، وجّه مجلس الأمن السيبراني تحذيراً شديد اللهجة بشأن استخدام شبكات الإنترنت المجانية، مؤكدًا أن بعضها قد يبدو شرعيًا من حيث الاسم أو الشكل، لكنها تكون في الواقع من إعداد قراصنة يسعون لاصطياد البيانات الحساسة للمستخدمين مثل كلمات المرور والمعلومات البنكية.
كما شدد المجلس على أهمية تفعيل برامج النسخ الاحتياطي بشكل دوري للبيانات الخاصة، موضحًا أن فقدان البيانات قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة قد تصل إلى 186 ألف درهم في الساعة الواحدة، خاصة عند تعرّض المؤسسات لهجمات مثل برامج الفدية أو تسرب بيانات العملاء.
وفي سياق متصل، أوضح المجلس أن مبادرته الوطنية «النبض السيبراني» تسعى لرفع مستوى الوعي لدى الجمهور بمخاطر الجرائم الإلكترونية، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات تتعرض يومياً لحوالي 200 ألف هجوم سيبراني، ما يتطلب يقظة مستمرة وممارسات آمنة في التعامل مع الإنترنت.
من جانبها، أصدرت شركة “كاسبرسكي” المتخصصة بالأمن السيبراني تحذيراً عالمياً من الانتشار الكثيف لشبكات “الواي فاي” المفتوحة، مؤكدة أن القراصنة باتوا يعتمدون على إنشاء نقاط اتصال مجانية بأسماء مألوفة لخداع المستخدمين، ونصحت بإيقاف الاتصال التلقائي بالشبكات المفتوحة، والتأكد من هوية الشبكة وكلمة مرورها عبر سؤال الموظفين المختصين بالمكان.
وفي ضوء هذه التحذيرات، حدّد مجلس الأمن السيبراني ستة مخاطر رئيسية للاتصال العشوائي بالشبكات العامة، أبرزها:
1. الوصول غير المصرح به للبيانات الشخصية.
2. التعرض للفيروسات والبرمجيات الخبيثة.
3. تسريب معلومات حساسة أو فقدانها.
4. اختراق الأجهزة المحمولة.
5. التسلل إلى بيانات الشركات.
6. فرض غرامات قانونية ضخمة نتيجة الإهمال الأمني.
وفي النهاية، يبقى الوعي الرقمي، واستخدام الأدوات الموثوقة، وتجنّب الثقة العمياء بأي شبكة لاسلكية، هو السبيل الأمثل لحماية بياناتك الشخصية والمالية من الوقوع في فخ الهجمات الإلكترونية المتزايدة.
