اخبار العالم

إسبانيا بين نيران الجنوب وفيضانات الشمال.. كوارث مناخية تضرب البلاد وتحذيرات من الأسوأ

تشهد مناطق واسعة من إسبانيا حالة طقس غير مسبوقة، حيث اجتمعت الفيضانات المفاجئة في الشمال مع موجات الحر الشديدة وحرائق الغابات في الجنوب، ما دفع السلطات إلى رفع حالة التأهب القصوى، وسط توقعات بتفاقم الأحوال الجوية في الأيام القادمة، حسب ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

في مقاطعة كتالونيا، انقلب الهدوء إلى كارثة بعدما انهار جسر خشبي للمشاة فوق نهر “فوا” بسبب الارتفاع السريع في منسوب المياه، مما أدى إلى جرف امرأة وطفلة أثناء عبورهما الجسر. السلطات المحلية في بلدة كوبيليس أوقفت عمليات البحث بعد محاولات مكثفة بوساطة فرق الإنقاذ والطائرات المسيّرة دون العثور على أي أثر لهما.

شهدت المنطقة أيضًا عواصف نادرة على امتداد الساحل الشرقي، من فالنسيا إلى تاراغونا، حيث سجلت هيئة الأرصاد الإسبانية أكثر من 16 ألف صاعقة خلال يوم واحد فقط، كان منها أكثر من 3 آلاف صاعقة في برشلونة وحدها. واحدة من تلك الصواعق أصابت شابة تبلغ من العمر 22 عامًا في فالنسيا، حيث نُقلت إلى المستشفى وتم السماح لها بالخروج لاحقًا بعد استقرار حالتها.

الظروف القاسية لم تقتصر على البر، فحتى الأجواء لم تكن آمنة و طائرة ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة اضطرت للعودة إلى مطار برشلونة بعد وقت قصير من الإقلاع، بسبب أضرار لحقت بمقدمة الطائرة نتيجة عاصفة برد مفاجئة.

أما في الجنوب، فقد قفزت درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية، ما ساهم في اندلاع حرائق جديدة، أبرزها في منطقة ميجاس السياحية حيث اقتربت النيران من أحد ملاعب الغولف الشهيرة.

فرق الإطفاء في الأندلس تمكنت من احتواء الحريق خلال ساعات، لكنها واصلت جهود التبريد منعًا لاشتعاله مجددًا.

وفي بلدة “فيلانوفا دي لا كونسيبسيون” شمال مالقة، اندلع حريق آخر استمر أكثر من 25 ساعة متواصلة، بمشاركة 12 طائرة دعم جوي، وسط رياح عاتية بلغت سرعتها 60 كيلومترًا في الساعة.

الحرائق، التي اندلعت منذ بداية يونيو، التهمت حتى الآن أكثر من 21 ألف هكتار من الغابات والمناطق الطبيعية، ما يزيد المخاوف من أن موسم الحرائق هذا العام قد يكون الأسوأ على الإطلاق.

تشير البيانات الرسمية إلى أن شهر يونيو الماضي كان الأشد حرارة في تاريخ البلاد، حيث اجتمعت الظواهر المناخية المتطرفة، من حرائق وفيضانات إلى عواصف برق وبرد، لتُحدث شللاً في عدد من المدن، خاصة برشلونة، التي غمرتها المياه، وأجبرت السلطات على إغلاق المستشفيات والحدائق الترفيهية وإلغاء فعاليات عامة.

ورغم محاولات التكيّف مع هذه الأوضاع، لا تزال التحذيرات قائمة و هيئة الأرصاد الكتالونية “ميتيوكات” تواصل إرسال رسائل طارئة للمواطنين، تنبههم إلى عواصف وشيكة قد تندلع خلال الساعات القادمة، وسط حالة من القلق الشعبي وازدحام الطرق المغلقة بالسيارات الغارقة.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى