الإمارات و”الصحة العالمية” تُنهيان أولى مراحل مبادرة إنسانية كبرى لمكافحة سوء التغذية في سقطرى
انتهت فرق العمل الميدانية التابعة لدولة الإمارات ومنظمة الصحة العالمية من تنفيذ المرحلة الأولى من مبادرة مشتركة تهدف إلى مكافحة سوء تغذية النساء والأطفال في جزيرة سُقطرى اليمنية، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، ضمن خطة عمل تمتد لعام كامل وتتألف من أربع مراحل متتالية.
وقد انطلقت هذه الجهود الإنسانية أواخر شهر مايو الماضي، بتنفيذ مباشر من قبل مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، التابعة لمؤسسة إرث زايد الإنساني، في إطار شراكة نوعية مع منظمة الصحة العالمية، وتندرج ضمن برنامج استراتيجي طويل الأمد يتراوح بين عامين وخمسة أعوام، يهدف إلى تعزيز البنية الصحية في الجزيرة، وخفض معدلات الوفيات الناتجة عن سوء التغذية والصحة بنسبة تصل إلى 20%.
وخلال المرحلة التقييمية الأولى، قامت الفرق الميدانية بمسح شامل شمل 38 منطقة ضمن 29 مديرية فرعية في سقطرى، وتمكنت من تغطية 93% من المرافق الصحية المستهدفة، وهو إنجاز تجاوز التوقعات.
وقد جمعت البيانات من 4,214 أسرة، كما أجريت 930 مقابلة مع العاملين في المجال الصحي، إلى جانب جمع قياسات أنثربومترية من الأمهات والأطفال، وتنفيذ جلسات نقاش مع شرائح مجتمعية مختلفة، بهدف رسم صورة دقيقة وشاملة لواقع الصحة والتغذية في الجزيرة.
وتضمنت جهود التقييم أيضاً تنفيذ أكثر من 540 مقابلة مع المستفيدين من المبادرة بهدف رصد انطباعاتهم وملاحظاتهم حول الخدمات المقدمة، ما يعكس التزام القائمين على المشروع بتحسين الأداء وتطوير جودة الخدمات بناءً على ملاحظات المجتمع المحلي.
ويُنتظر أن تلي هذه المرحلة مرحلة تحليل وتدقيق البيانات التي تم جمعها، لإعداد تقرير شامل عن حالة الأمومة والطفولة والتغذية في الجزيرة، وكذلك تقييم قدرة المرافق الصحية على تقديم خدمات الاستجابة الفورية والطارئة، الأمر الذي سيوجه الخطط المستقبلية لتتناسب مع الاحتياجات الفعلية على أرض الواقع.
أما المراحل القادمة من المبادرة فستركز على توفير المستلزمات الطبية وغير الطبية، إلى جانب تنفيذ حملات توعوية صحية موجهة للفئات الأكثر ضعفاً، بما يتماشى مع أولويات جزيرة سُقطرى.
كما تهدف المبادرة إلى إحداث تأثير ملموس ومستدام، من خلال تحسين مؤشرات الصحة العامة ورفع كفاءة الاستجابة الإنسانية في المناطق المتأثرة.
وتؤكد هذه المبادرة التزام دولة الإمارات، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، بدورها الريادي في التصدي للتحديات الإنسانية والصحية في المناطق الأكثر هشاشة، عبر العمل الميداني والمبادرات المستندة إلى دراسات علمية دقيقة وتحليل واقعي لاحتياجات السكان.