اخبار الامارات

فاطمة المدني.. أول إماراتية تقتحم مجال “الطب السريري” وتجمع بين الهندسة والبحث الجزيئي في بريطانيا

تخطو الباحثة الإماراتية فاطمة عدنان المدني خطوات واثقة في واحد من أندر التخصصات الطبية عالمياً، حيث تدرس الدكتوراه في الطب السريري في جامعة “إمبريال كوليدج لندن”، لتكون بذلك أول إماراتية تلتحق بهذا البرنامج المتقدم، الذي يدمج بين الهندسة الطبية الحيوية والطب الجزيئي، وتقنيات الأعضاء المصغرة على رقائق (Organ-on-Chips).

هذا الإنجاز العلمي يجسّد طموح الإمارات في ترسيخ حضورها ضمن منظومة البحث العلمي الدولي المتطور.

منذ طفولتها، كان شغف فاطمة منصباً على علوم الطب والهندسة معاً، وهو ما دفعها إلى التميّز الأكاديمي في جامعة إمبريال، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الطبية الحيوية، ثم واصلت مشوارها العلمي لتحصل على الماجستير في الطب الجزيئي، وتخوض بعد ذلك في مجالات بحثية معقدة تشمل الخلايا الجذعية، وتصميم أنظمة ميكروفلوريدية، وتطوير نماذج ثلاثية الأبعاد لمحاكاة الأعضاء البشرية، وهي مجالات باتت تمثل مستقبل الطب الحديث.

فاطمة تحدثت  عن رؤيتها العلمية قائلة: “الهندسة والطب ليسا عالمين منفصلين، بل إن الجمع بينهما يمنحنا أدوات أكثر دقة لفهم الجسم البشري والتعامل مع الأمراض المعقدة. أعمل على ابتكار حلول بحثية تساعد في تسريع تطوير الأدوية، وتقليل الحاجة إلى التجارب الحيوانية، من خلال أنظمة محاكاة مبتكرة”.

يتمحور مشروعها البحثي حول تطوير تقنية “الأعضاء على رقائق” باستخدام الخلايا الجذعية، وهي تقنيات تمكّن الباحثين من إعادة إنتاج بيئة الأعضاء البشرية بشكل مصغر، ما يعزز دقة الاختبارات الطبية ويسهم في تطوير علاجات مخصصة لكل مريض، ضمن ما يُعرف بـ”الطب الشخصي”.

رغبة فاطمة لا تتوقف عند حدود البحث العلمي فقط، بل تسعى إلى نقل هذه التقنيات المتقدمة إلى الإمارات، لتكون جزءاً من مبادرات وطنية تسهم في تطوير الرعاية الصحية وتعزيز منظومة الابتكار.

وترى أن بيئة الدولة اليوم مهيأة لاحتضان هذه القفزات العلمية بفضل دعم القيادة ورعاية الكفاءات الوطنية الشابة.

بفخر واضح، عبّرت فاطمة عن اعتزازها بتمثيل وطنها في واحدة من أعرق الجامعات وأكثرها تحدياً على مستوى العالم، مشيرة إلى أن كلمات قادة الإمارات تشكل لها دافعاً مستمراً، ودعت المبتعثين إلى أن يكونوا قدوة في الطموح والانتماء، وأن يتسلحوا بالإصرار وقيم الوطن في رحلتهم العلمية.

قصة فاطمة المدني ليست إنجازاً شخصياً فقط، بل تعكس رؤية وطنية تؤمن بأن الاستثمار في العقول هو المسار الحقيقي لبناء المستقبل، وترسيخ اسم الإمارات في سجل الدول الرائدة علمياً وإنسانياً على المستوى العالمي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى