اخبار العالم

ستارمر يطوي صفحة “طائرة بريكست”.. ويختار وسيلة سفر أكثر بساطة وفعالية

في خطوة تعكس تغييرًا في الأسلوب والرمزية، قرر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وقف استخدام الطائرة التي كان قد أعاد تجهيزها سلفه بوريس جونسون بطابع وطني بارز، واختار بدلاً منها طائرة حكومية أصغر وأكثر اقتصادية.

وكانت صحيفة “صنداي تلغراف” قد كشفت أن الطائرة من طراز “فيسبينا فوييجر”، التي أعاد جونسون طلائها بألوان علم المملكة المتحدة عام 2020، بتكلفة بلغت نحو 800 ألف جنيه إسترليني، لم تُستخدم منذ عامين في أي من الرحلات الخاصة بكبار الشخصيات، رغم تجهيزها لهذا الغرض.

الطائرة التي تشبه في مظهرها “طائرة الرئاسة الأمريكية”، خضعت لتعديلات بإيعاز من جونسون لأغراض التمثيل الوطني، حيث زُينت باللون الأبيض ورفرف على ذيلها علم المملكة المتحدة، فيما أُضيف شعار أزرق على جسمها.

وفي حين برّر داونينغ ستريت هذه التعديلات بأنها تهدف إلى تقديم صورة رمزية بريطانية قوية في الخارج، إلا أن الاستخدام الفعلي للطائرة منذ ذلك الحين اقتصر على مهام إعادة تزويد الطائرات العسكرية بالوقود فوق بحر الشمال.

على النقيض من ذلك، اختار ستارمر السفر بطائرة من طراز “إيرباص A321-2NX”، وهي أصغر حجماً ومستأجرة من شركة “تايتان” للطيران.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطائرة ليست مملوكة للقوات الجوية، بل يتم تأجيرها من قبل مكتب مجلس الوزراء منذ عام 2021، وقد استخدمها الملك والملكة سابقًا خلال زيارتهما الرسمية إلى كندا.

الطائرة البديلة، رغم أنها مزينة أيضاً بألوان العلم البريطاني الأحمر والأبيض والأزرق، تعكس توجهاً أكثر تواضعاً وواقعية في اختيار وسائل النقل الحكومية، بعيداً عن المظاهر الاستعراضية المكلفة.

الطريف أن الطائرة التي باتت تُعرف إعلامياً بلقب “طائرة بريكست”، تعود الآن إلى دورها الأصلي، إذ أكد متحدث باسم سلاح الجو الملكي البريطاني أنها تُستخدم حصرياً لتزويد الطائرات بالوقود، وأنها لم تعد بحاجة إلى الطلاء الوطني المميز لأداء هذه المهمة.

القرار يحمل في طياته رسالة سياسية واضحة تعكس فلسفة حكومة حزب العمال الجديدة، التي تميل إلى الكفاءة والتقشف في الرموز، مع الالتزام بالمهام الفعلية بعيداً عن الاستعراضات المكلفة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى