الصين تخطط لإطلاق مراكز استهلاكية عملاقة لتعزيز ريادتها في سوق الاستهلاك العالمي بحلول 2030

في إطار سعيها لترسيخ مكانتها كقوة اقتصادية عالمية، وضعت بكين خطة طموحة لتشييد ما بين مركزين إلى ثلاثة مراكز استهلاكية متكاملة جديدة بحلول عام 2030، تستهدف كل منها تحقيق مبيعات سنوية تفوق 100 مليار يوان (نحو 14 مليار دولار أمريكي).

وتأتي هذه الخطوة لتعزيز مكانة العاصمة الصينية على خارطة الاستهلاك العالمي، من خلال الدمج الذكي بين عناصر التسوق والثقافة والترفيه والسياحة والرياضة في تجربة استهلاكية متكاملة.

ووفقاً لما أعلنته مديرية التجارة ببلدية بكين ونقلته وكالة “شينخوا” الرسمية، فإن المدينة بدأت بتنفيذ خطة عمل استراتيجية تهدف إلى رفع متوسط النمو السنوي لاستهلاك السوق إلى نحو 5% حتى نهاية العقد الحالي، في خطوة تعكس طموحات الصين في تطوير بيئة استهلاكية متجددة تعتمد على الابتكار وكفاءة تخصيص الموارد.

ويُشار إلى أن بكين، إلى جانب مدن رئيسية مثل شانغهاي وقوانغتشو وتيانجين وتشونغتشينغ، حازت على موافقة السلطات الصينية في يوليو 2021 لتكون ضمن الطليعة في إنشاء مدن استهلاكية عالمية الطراز.

وتظهر النتائج الأولية لهذا التوجه، إذ نجحت العاصمة الصينية حتى نهاية عام 2024 في تطوير أكثر من 60 منطقة تسوق نابضة بالحياة، اجتذبت ما يزيد على 2.67 مليار زائر خلال العام ذاته، بنسبة نمو بلغت 10.7% مقارنة بالعام السابق.

وفي سياق موازٍ يعكس ديناميكية السوق الصينية، انطلقت فعاليات النسخة الـ22 من معرض تشانغتشون الدولي للسيارات في مدينة تشانغتشون حاضرة مقاطعة جيلين شمال شرقي البلاد  بمشاركة واسعة من 118 شركة سيارات من مختلف أنحاء العالم.

ويستمر المعرض على مدار عشرة أيام، حيث يستعرض المشاركون أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في صناعة السيارات وحلول التنقل الذكي.

وتُعد مدينة تشانغتشون أحد الأركان التاريخية لصناعة السيارات في الصين، حيث شهدت تأسيس أول ورشة لصناعة السيارات عام 1953، وتُعد اليوم المقر الرئيسي لمجموعة “فاو” الرائدة في صناعة السيارات الصينية، ما يمنح المعرض أهمية إضافية كمؤشر على تطور قطاع المركبات في البلاد.

بهذه التحركات المتوازية بين دعم الاستهلاك وتطوير الصناعة، تواصل الصين إعادة صياغة نموذجها الاقتصادي لمواكبة متطلبات العصر الجديد، وتعزيز مكانتها كقوة مؤثرة في الاقتصاد العالمي.