“طرق دبي” تطلق مشروع تطوير شارع المستقبل: بنية تحتية عملاقة تعزز الحركة وتربط أهم مراكز المدينة

أعلنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي عن ترسية عقد مشروع تطوير شارع المستقبل بميزانية قدرها 633 مليون درهم، ليشكل خطوة استراتيجية جديدة ضمن مخطط الإمارة لتحسين البنية التحتية وزيادة انسيابية الحركة المرورية في واحدة من أكثر المناطق حيوية.

يمتد المشروع من تقاطع شارع قصر زعبيل حتى شارع المركز المالي، ويتضمن إنشاء جسور وأنفاق بطول إجمالي يصل إلى 1700 متر، إلى جانب توسيع الشارع من ثلاثة إلى أربعة مسارات في كل اتجاه، مما سيرفع القدرة الاستيعابية للشارع بنسبة 33% لتصل إلى 8800 مركبة في الساعة ويخفض زمن الرحلة من 13 دقيقة إلى 6 دقائق فقط.

وفي تعليقه على المشروع، أكد مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في الهيئة، أن المشروع يُعد جزءاً من منظومة تطويرية أكبر تشمل أيضاً دوار المركز التجاري، الذي يجري العمل عليه منذ الربع الأخير من 2024.

وأوضح أن المشروع يخدم عدة مناطق استراتيجية تشمل مركز دبي التجاري العالمي، ومركز دبي المالي العالمي، ومنطقتي زعبيل والخليج التجاري، ويقدّر عدد المستفيدين منه بنحو نصف مليون ساكن وزائر.

ويتضمن المشروع تنفيذ ثلاثة أنفاق مرورية رئيسة:

الأول يخدم الحركة باتجاه ديرة، مكون من ثلاثة مسارات بطاقة استيعابية تصل إلى 4500 مركبة/ساعة.

الثاني عبارة عن نفق من شارع المستقبل نحو شارع المركز التجاري، يخدم الاتجاهين إلى ديرة وجبل علي، ويتكون من مسارين بطاقة 3000 مركبة/ساعة.

الثالث يضم مساراً واحداً مخصصاً لخدمة مشروع “ون سنترال”، بطاقة استيعابية تبلغ 1500 مركبة/ساعة.

كما أشار الطاير إلى أن المشروع يتضمن جسراً جديداً بطول 450 متراً، يضم مسارين، يخدم الحركة القادمة من مركز دبي التجاري باتجاه تقاطع شارع قصر زعبيل.

ويمتد التطوير ليشمل توسعة شارع المستقبل بطول 3500 متر، مع إنشاء وصلات مرورية حرة عند تقاطعي شارع المعارض وشارع المركز التجاري، إلى جانب جسر للمشاة على شارع الصكوك.

ويولي المشروع أهمية كبيرة للجانب الحضري والجمالي، من خلال إنشاء مسارات للدراجات وممرات للمشاة، بالإضافة إلى إنارة تجميلية ومناطق حضرية مصممة لتعزيز التفاعل المجتمعي وربط الأحياء مع محطات المترو، مما يسهم في تسهيل التنقل والوصول الذكي إلى وجهات العمل والمعيشة والترفيه.

وأوضح الطاير أن تطوير شارع المستقبل يتكامل مع مشروع دوار المركز التجاري، الذي يشمل تنفيذ خمسة جسور بطول 5000 متر وتحويل الدوار إلى تقاطع سطحي متطور يربط بين أهم الشوارع مثل شارع الشيخ زايد، وشارع الثاني من ديسمبر، وشارع قصر زعبيل، وشارع الشيخ خليفة بن زايد.

هذا المشروع سيوفر حركة مرورية حرة في عدة اتجاهات مهمة، بما في ذلك من جميرا والسطوة إلى مركز دبي المالي، ومن شارع الشيخ زايد إلى شارع الشيخ راشد.

وفي السياق نفسه، لفتت الهيئة إلى تزامن هذه الأعمال مع مشاريع بنية تحتية موازية، أبرزها مشروع تطوير شارعي عود ميثاء والأصايل، الذي يشمل جسوراً بطول 4300 متر وطرقاً تمتد لـ14 كيلومتراً، ويخدم مناطق يتوقع أن يصل عدد سكانها إلى أكثر من 420 ألف نسمة بحلول عام 2030.

ويسهم المشروع في تقليل زمن الرحلات من 20 إلى 10 دقائق، بفعالية تُقدّر بـ50%.

كما يأتي هذا ضمن سلسلة مشاريع تشمل تطوير شارع الخيل، حيث تم تنفيذ جسور بطول 3300 متر وتوسعة طرق بطول 6820 متراً على سبعة مواقع، ما أسفر عن خفض زمن التنقل بنسبة 30% وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسور والتقاطعات بنحو 19,600 مركبة في الساعة.

بهذا المشروع، تواصل دبي تعزيز موقعها كمدينة عالمية متقدمة في البنية التحتية والتنقل الذكي، عبر تنفيذ حلول مرورية متكاملة تخدم النمو السكاني والتجاري وتواكب طموحاتها المستقبلية.