بعد 35 عاماً من الفراق.. شرطة الشارقة تعيد دفء اللقاء بين أب وابنته في مشهد مؤثر
في قصة إنسانية مؤثرة، نجحت القيادة العامة لشرطة الشارقة، عبر إدارة وقاية وحماية المجتمع، في تحقيق لقاء استثنائي جمع فتاة بوالدها بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثة عقود ونصف، في خطوة تعكس الحس الإنساني العميق والتفاني في معالجة القضايا الاجتماعية ذات الطابع الأسري.
وأكد العميد الدكتور أحمد سعيد الناعور، المدير العام للإدارة العامة لوقاية وحماية المجتمع، أن هذه المبادرة تترجم التزام شرطة الشارقة بمسؤولياتها الاجتماعية، مشيراً إلى أن إعادة لمّ شمل الأسر يمثل ركيزة من ركائز الأمن المجتمعي، ويعزز من ترابط نسيج المجتمع وتماسكه، بما يتماشى مع أهداف المؤسسة في ترسيخ الاستقرار الأسري.
وفي سرد تفاصيل الواقعة، أوضح العميد أحمد محمد المري، مدير إدارة وقاية وحماية المجتمع، أن الفتاة التي تقيم خارج الدولة تواصلت مع الإدارة عبر طلب مناشدة، عبّرت فيه عن رغبتها العميقة في لقاء والدها الذي لم تعرفه يوماً، بعد أن حالت ظروف أسرية معقدة دون لقائهما طوال 35 عاماً.
ومن منطلق الاستجابة السريعة والرحيمة، تم تشكيل فريق متخصص من قسم المشكلات الأسرية والمجتمعية، تولى متابعة القضية بتفاصيلها كافة، مع الحرص على تقديم الدعم الكامل للفتاة.
وشمل ذلك تأمين تذكرة سفرها وتنسيق الترتيبات اللوجستية من دون تحميلها أي عبء، لضمان تحقيق اللقاء دون عوائق.
كما جرى إعداد مقر استقبال يليق بخصوصية المشهد الإنساني، بحضور عدد من المختصين في الدعم الاجتماعي والنفسي، بما يوفر بيئة آمنة داعمة لكلا الطرفين، تعزز من استقرار اللحظة وتُيسر عودة العلاقة الأسرية إلى مسارها الطبيعي.
وأكد المري أن هذه المبادرة تندرج ضمن جهود شرطة الشارقة المتواصلة في ميدان العمل الاجتماعي، وتعكس مدى اهتمام القيادة بالقضايا التي تمس كيان الأسرة، مضيفاً أن إعادة لمّ الشمل بهذا الشكل الإنساني الراقي هو نموذج لما يمكن أن تصنعه اليد الحانية للجهات الشرطية في بناء مجتمع متماسك وسليم.
هذه القصة ليست مجرد لقاء بين أب وابنته، بل شهادة حية على أهمية التدخل المجتمعي الإيجابي، وكيف يمكن للمؤسسات الأمنية أن تكون جسراً لإعادة الروابط الإنسانية المفقودة.