اخبار الامارات

الذكاء الاصطناعي يقود الطموحات.. و11 تخصصاً ترسم ملامح مستقبل أوائل الثانوية في الإمارات

تشهد اختيارات أوائل الثانوية العامة للعام الأكاديمي 2024-2025 تحولاً واضحاً نحو التخصصات المستقبلية، حيث أبدى الطلبة ميولهم إلى 11 مجالاً جامعياً يعكسون من خلالها وعياً ناضجاً بمتطلبات سوق العمل وتوجهات الدولة الحديثة.

ومن بين هذه التخصصات، برز الذكاء الاصطناعي كخيار أول لدى عدد من الطلبة المتفوقين، فيما حافظت مجالات الطب والهندسة على مكانتها كوجهات أكاديمية تقليدية لا تزال تجذب عدداً كبيراً من الطلاب.

العديد من الطلبة أكدوا في تصريحات لـ«أخبار الوطن» أن قراراتهم بشأن المسار الجامعي لم تأتِ عشوائية، بل جاءت نتيجة دراسة متأنية للمستقبل المهني والمهارات المطلوبة خلال السنوات المقبلة.

وبحسب لقاءات ميدانية، تم تحديد قائمة من 11 تخصصاً تصدّرت خيارات الطلبة، وهي: الذكاء الاصطناعي،و الطب، والهندسة، و الأمن السيبراني،و الاقتصاد الرقمي،و العلاقات الدولية، و القانون والشريعة،و التعليم المبكر، وعلوم الفضاء، و البرمجيات، وعلوم البيانات.

الطالبة موزة سيف عبدالله المحرزي، الأولى على مستوى الدولة في مسار النخبة، أوضحت أنها اختارت دراسة الذكاء الاصطناعي بجامعة خليفة في أبوظبي، نظراً لتأثيره الواسع في كافة القطاعات. ورأت أن هذا المجال يشكّل حجر الزاوية في بناء المستقبل التقني للدولة.

الطالب عبدالله الشامسي، المتصدر في المسار المتقدم، شاركها الطموح نفسه، إذ عبّر عن رغبته في الإسهام في تطوير حلول إماراتية مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي تخدم المجتمع وتدعم استراتيجيات الدولة في هذا المجال الحيوي.

أما الطالب مهند هاني نبوي، فأوضح أن اختياره دراسة الطب جاء من قناعة راسخة برسالة الطب الإنسانية، مشيراً إلى أن اهتمامه العميق بالعلوم والرغبة في تقديم خدمة للمجتمع دفعاه لاتخاذ هذا القرار المدروس.

من جهتها، فضّلت الطالبة حبيبة قديح التوجه إلى علم النفس العيادي، إيماناً منها بدور هذا التخصص في تحسين الصحة النفسية للمجتمع، مؤكدة أنه يمنحها الأدوات لفهم أعمق للنفس البشرية والمساهمة في التغيير الإيجابي.

في حين رأت تسنيم عبدالفتاح في الجمع بين القانون والشريعة وسيلة لحماية الحقوق وتعزيز الوعي المجتمعي، موضحة أن التخصص يجمع بين الأصالة الدينية والحداثة القانونية، ما يمنحها القدرة على تحقيق العدالة المتوازنة.

أما الطالبة مهرة السويدي فقد اختارت دراسة العلاقات الدولية نتيجة شغفها بالقضايا العالمية وتجربتها في مجلس الطلبة، مشيرة إلى أن التخصص يعزز قدراتها القيادية ويمكنها من لعب دور فعّال في صنع القرار السياسي والدبلوماسي.

وفي السياق الاقتصادي، عبّر الطالب عبدالله شرف عن رغبته في دراسة المحاسبة والتمويل، متأثراً ببيئته العائلية التي تنشط في قطاع الاستثمار. وأكد أنه يتابع تطورات التكنولوجيا المالية ويرى في هذا المجال مساراً استراتيجياً لدعم اقتصاد الدولة.

على الجانب الآخر، توجه خالد محمد إلى تخصص التعليم المبكر، لقناعته بأهمية بناء الإنسان منذ سنوات الطفولة، بينما اختار يوسف منجد مجال علوم الفضاء، مدفوعاً بشغف الاكتشاف ومتابعة إنجازات الإمارات الفضائية.

أما أحمد محسن فاتجه إلى البرمجيات، لما لها من أهمية كبيرة في الثورة الرقمية، في حين فضّلت سميحة عبدالوهاب علوم البيانات، نظراً لدورها الحيوي في دعم القرار وتطوير القطاعات.

في تعليقها على هذه الاتجاهات، بيّنت المرشدة الأكاديمية نهلة العزوني أن الطلبة أصبحوا أكثر وعياً عند تحديد اختياراتهم الأكاديمية، حيث يعتمدون على استبيانات، اختبارات ميول، ودعم من المختصين، مؤكدة أن تخصصات مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات تشهد إقبالاً كبيراً.

من جانبه، أشار المرشد الأكاديمي علاء الزرو إلى أن طلبة هذا العام أظهروا نضجاً غير مسبوق في اختيار التخصصات التقنية والطبية، داعياً إلى ضرورة تقديم توجيه فردي لكل طالب، مع تجنب الضغط العائلي أو المجتمعي.

واعتبرت خبيرة التوجيه الجامعي الدكتورة هبة مدكور أن ما يميز اختيارات أوائل 2025 هو الخروج من النمطية، حيث لم تعد رغبات الأهل أو المجتمع هي المؤثر الوحيد، بل أصبح الوعي بالمستقبل المهني هو البوصلة الحقيقية.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى