فون دير لاين: دعم أوروبا لأوكرانيا لا يتزعزع.. ومليارات جديدة لإعادة الإعمار والتسلّح
في خطاب حماسي ألقته خلال مؤتمر دعم أوكرانيا الذي عُقد في العاصمة الإيطالية روما، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الالتزام الأوروبي تجاه كييف لا يزال راسخًا، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري أو المالي.
وبنبرة حاسمة، أوضحت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي وقف منذ اللحظة الأولى إلى جانب الشعب الأوكراني في حربه، وسيظل كذلك “مهما طال الزمن”، مشددة على أن الدعم الأوروبي يتخطى الشعارات، ويتجلى من خلال مساعدات حقيقية تجاوزت قيمتها 165 مليار يورو حتى الآن.
وكشفت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي وفر هذا العام 84% من مجمل المساعدات الخارجية لأوكرانيا، متعهدة بتقديم مليار يورو إضافي لتعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية، إلى جانب ثلاثة مليارات يورو مخصصة لإعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الحرب.
ولم تغفل رئيسة المفوضية عن الإشادة بالتطور الملحوظ الذي حققه الجيش الأوكراني، لاسيما في المجال البحري، مؤكدة أن كييف تواصل إبهار العالم بابتكاراتها الدفاعية رغم التحديات، في وقت تواصل فيه روسيا تصعيدها العسكري.
وشددت على أهمية ضخ الاستثمارات في القطاع الدفاعي الأوكراني، معتبرة أن الابتكار التكنولوجي في الخطوط الأمامية هو مفتاح الصمود والانتصار.
وأعلنت أنه سيتم السماح للدول الأعضاء في الاتحاد بخفض نفقاتها الدفاعية وفق آلية جديدة مرتبطة بنسبة 3.5% من الناتج المحلي، مما قد يوفر تمويلاً يناهز 18 مليار يورو.
كما أوضحت فون دير لاين أن هذه الآلية ستتيح للدول الاقتراض لتمويل الصناعات الدفاعية في أوكرانيا بشكل مباشر، مؤكدة أن الدفاعات الأوكرانية تعمل حالياً بـ60% فقط من طاقتها، ما يفتح المجال أمام تعزيز فاعليتها بوتيرة أسرع وتكلفة أقل.
وفي بادرة تعاون إقليمي لافتة، أعلنت أورسولا التوصل إلى اتفاق مع جورجيا لتمويل خطة إعادة الإعمار الأوكرانية بمبلغ 10 مليارات يورو، مؤكدة استمرار هذا الدعم حتى عام 2028، ومشيرة إلى أنه سيكون مدعومًا من ميزانية الاتحاد القادمة.
وأشارت إلى أن الشراكة الاقتصادية مع أوكرانيا ستكون المحرك الأساسي لإعادة الإعمار، حيث سيُخصص تمويل عالمي ضخم لدفع الاستثمارات الخاصة، لا سيما في قطاعات الطاقة والمواد الخام. ووصفت هذا التمويل بأنه “الأضخم عالميًا” في مجال إعادة الإعمار.
كما عبّرت فون دير لاين عن تقديرها للدور الذي تلعبه كل من ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، بولندا، وبنك الاستثمار الأوروبي، في دعم جهود إعادة بناء أوكرانيا، مؤكدة أن تعاونهم أساسي لإنجاح هذه المهمة.
وفيما يتعلق بالإصلاحات السياسية، أثنت على التقدم اللافت الذي تحرزه أوكرانيا في تنفيذ المعايير المطلوبة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، معتبرة ذلك دليلًا على التزام كييف بمستقبلها الأوروبي.
وفي ختام كلمتها، شددت فون دير لاين على أن مؤتمر روما لا يقتصر على دعم مادي فحسب، بل يمثل خطوة حقيقية نحو دمج أوكرانيا في المشروع الأوروبي، قائلة: “إن مستقبل أوكرانيا هو في أوروبا، وسنحقق ذلك معًا”.