نقلا عن جريدة المقال للصحفيه منى ثابت
مشهد عناق البابا فرنسيس للامام الاكبر شيخ الازهر ، الذى فاجئه كما يبدو ، و الذى لم يحظى بمثله اى مسئول بالدوله ، اقنعنى ان هذا الحضن هو الهدف الاساسى للزيارة : و هو اخماد نار التطرف ، و اضاءة شعبه اوليمبياد المحبه و السلام من دفئ حضن الكنيسه و الازهر ، لتنطلق الشعله من مصر الى المنطقه العربيه ، تضئ العقول قبل ان تشتعل مصر مثل سوريا و العراق .
عناق البابا صهر قلوب الشعب ، و ووحد الصلاه و الدعاء بان يبارك الله شعب مصر العظيم مرة اخرى ليعود كما كان ، سبيكه صلب بلا تمييز
اما كلمته الرسميه الموجهه لحكامنا و لمسئولى الكنيسه ، فكانت موجزة و شديدة الصراحه ، و كأنه يعيش بيننا و يرى احوالنا ، حكاما و محكومين ، مسيحيين و مسلمين .
و المدهش انهم استقبلوها بحفاوة و بنفس ابتسامه القبول و التقدير ، و بالتصفيق ! و غير المدهش انها طارت فى الهواء مع اشتعال محركات طائرته .
الحكومه تنفست الصعداء لنجاح تأمينه و مغادرته مسرورا ، اما سلفيو الكنيسه الارثوذكسية فقد انتفضوا من فكرة اتفاق البابا فرنسيس مع البابا تواضروس على قبول معموديه الكاثوليك و عدم تكرار معموديتهم فى حاله الزواج الارثوذكسى .
و لا ارى سببا لاعتراضهم سوى التمسك بسلطاتهم كما فعل الرومان و الكهنه و الكتبه و الفريسيون مع المسيح .. و تأكيد انهم لم يبصروا البابا فرنسيس و لم يسمعوه رغم شدة التصفيق ! البابا فرنسيس قدم مثالا و نموذجا لرجل الدين المسئول عن سلامه نفس المؤمن و غير المؤمن ، و هى الرساله الاهم لرجل اى دين .
البابا رفض الاقامه فى القصور الرئاسيه ، و رفض السيارة المصفحه كما يفعل فى كا زياراته داخل و خارج الفاتيكان .
البابا فرنسيس هو بابا اغنى كنيسه رسوليه فى العالم، هو بابا مليار و300 الف مسيحى اروبى، رئيس اغنى دويلة داخل دولة فى العالم يرتدى حذاء ظهرت عليه اثار الاجهاد الشديد: اكمام ردائه البسيط متاكلة يوم انتخابه بابا للفاتيكان انصرف وحيدا ليدفع فاتورة اقامته فى الفندق ويستخدم وسائل المواصلات العامة ليرى الشعب ويحتضنه. ويتواصل مع كل البشر باختلاف عقائدهم وجنسياتهم يوميا عبرى مواقع التواصل الاجتماعى برسالة قصيرة قد تنقز حيات ياس. واولوياته هيا رعاية الفقراء وكبار السن والمعوقين والسجناء واصحاب الامراض المعدية.
فى زيارته القصيرة لمصر اربك المسؤلين عن التظيم والتامين لانه خجل من احساس بالاستعلاء والتميز عن ضيوفه وحراسه واعود لاسأل كل المسؤلين عن مصير مصر والمصريين، ورجال كل دين، هل رايتم البابا فرنسيس؟ هل وصلتكم رسأله عن الاحترام غير المشروط لحقوق الانسان المؤمن وغير المؤمن، وحريته فى الديانة وفى التعبير؟ وان التنمية الحقيقية تقاس بالاهتمام بتعليم وصحة وكرامة الانسان أولا، وان الاله الحقيقى يدعو الى المحبة غير المشروطة، والمغفرة المطلقة.
فان من واجبنا فضح دعاة اوهام الاخره الذين يعظون بالكراهية كى يسرقوا حياة البسطاء ويحولوهم الى وقود حرب.
عموما رسائل المحبة والرحمة والتواضع وصلت من البابا فرنسيس لاغلب الشعب المصرى المؤمن ايمانا حقيقيا باله واحد، ومنحتهم ابتسامت وجه البابا فرنسيس النابعة من سلامه النفسى.