نقلا عن جريدة المقال للصحفى خالد الخميسى
فى حوار مع موظفه فى القطاع العام على درجه وزير قالت لى : انها وضعت خطه لتدريب الموظفات على مضض و لكن عندما اكتشفن ان هذا التدريب سوف يحتاج منهن الى جهد حقيقي توقفن عن الذهاب الى برنامج التدريب و قررت احداهن الذهاب الى المديرةو قالت لها :
” نحن نحصل على مرتب للحضور فقط و ليس العمل و لو اردت ان نعمل و نتدرب يجب اولا رفع المرتبات الى الدرجه الادميه” حاولت المديره اقناعها بان هذا التدريب سوف يرفع من كفاءتهن كما انه سوف يشغل وقتهن الذى يذهب سدى الا انها فشلت فى اقناعها و ظلت الموظفات الشابات على وجهه نظرهنالعمل مقابل الاجر اما المرتب الحالى فهو فقط للحضور و هذا الحضور هو لرد جميل الامهات و الاباء الذين بذلوا الجهد لتعليمهن فالوظيفه مع المرتب الذى يحصلون عليه هى وظيفه لها دور اجتماعى فى محيطهن العائلى و ليس اكثر من ذلك تفتح هذه الحكايه التساؤل حول العلاقه بين المرتبات و انجاز الاعمال و الفساد و السرقات و المصروفات فالاصل فى الاشياء ان يكون الحد الادنى للمرتبات كافيا لحياه انسان او على الاقل يكفى لسد احتياجات نصف المصروفات الشهريه على اساس ان هناك شريكه او شريك حياه يغطى النصف الاخر لحياتهما المشتركه اما ان يكون المرتب غير كاف لتغطيه اسبوع من النفقات فهو امر يدعو الى التفكير فى سلامه المعايير التى تم وضعها لتحديد قيمه المرتبات لا يمكننا فى الواقع الحديث عن انتاجيه العامل المصرى دون النظر فى العلاقه بين دخله من ناحيه و اجمالى مصروفاته من ناحيه اخرى اعرف الكثيريين ممن لا يتخطى مرتبهم مبلغ الالفى جنيه و هم يستأجرون شقه بمبلغ ثمانمئه جنيه و لو اضفت الكهرباء و الغاز و المياه و قيمه المواصلات اليوميه للذهاب الى مقر العمل و ثمن مأكولات بسيطه فى نصف النهار حيث انهم يعودون متأخرين الى المنزل لسوف نكتشف ان هذا المرتب ينتهى قبل ان يبدأ الشهر . فما العمل ؟