الإمارات تُعزّز حضورها في “بريكس” وتطرح رؤيتها للتعاون الاقتصادي والشبابي في البرازيل

شهدت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية حضوراً لافتاً لدولة الإمارات ضمن فعاليات قمة مجموعة “بريكس” السابعة عشرة، حيث شارك وفد الدولة في منتدى أعمال بريكس، الذي شكّل منصة مهمة لمناقشة آفاق التعاون الاقتصادي بين دول المجموعة، وطرح فرص استثمارية وتجارية جديدة تدعم مسار التنمية المستدامة.

وخلال المنتدى، أكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التجارة الخارجية، على العلاقات المتنامية التي تربط دولة الإمارات بدول “بريكس”، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون في قطاعات رئيسة تشمل الطاقة المتجددة، التكنولوجيا، الرعاية الصحية، الزراعة، والخدمات اللوجستية، بما يواكب متغيرات الاقتصاد العالمي.

ولفت الزيودي إلى أن المجموعة باتت تمثل قوة اقتصادية مؤثرة، تجمع دولاً تتشارك رؤى طموحة لتحقيق النمو من خلال الابتكار وريادة الأعمال، بعيداً عن الحواجز والمعوقات التجارية، مشدداً على أن الإمارات تواصل بناء شراكات اقتصادية قوية مع دول “بريكس”، خاصة الهند، إندونيسيا، وروسيا، من خلال اتفاقيات التجارة الحرة ودعم الاستثمارات النوعية.

وأثمر المنتدى عن مجموعة من المبادرات الجديدة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وإبرام شراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، ما يعزز من فرص التجارة وتدفق الاستثمارات بين دول المجموعة.

وفي إطار موازٍ، نقلت دولة الإمارات نموذجها الناجح في تمكين الشباب إلى البرازيل من خلال تنظيم أول نسخة من “حوار شباب بريكس”، بالتعاون مع “متحف الغد” في ريو دي جانيرو، بمشاركة 40 طالباً جامعياً يمثلون أربع جامعات، حيث ناقش المشاركون قضايا التعاون الدولي، الاستدامة، ودور الشباب في رسم ملامح المستقبل.

وأدار الجلسة سعيد الهاجري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية، وشيربا الدولة لدى مجموعة بريكس، بحضور صالح السويدي، سفير الإمارات لدى البرازيل، حيث أكد الهاجري أن تمكين الشباب جزء لا يتجزأ من رؤية الإمارات، التي لا تنظر إلى الأجيال الجديدة كقادة للمستقبل فحسب، بل تعتبرهم شركاء حقيقيين في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات العالمية.

وأشار الهاجري إلى أن الشراكات المستدامة لا تُبنى فقط على المصالح الاقتصادية، بل تحتاج إلى جسور من الثقة والتواصل المشترك، تبدأ بحوارات صادقة تجمع الشباب وتطلق طاقاتهم في خدمة التنمية العالمية.

واختتم الهاجري بالتأكيد على مكانة الإمارات كوجهة مفضلة للشباب العربي منذ أكثر من عقد، بفضل بيئتها الآمنة، وسياساتها الداعمة للابتكار والطموح، موضحاً أن الدولة تسعى لنقل هذه القيم الإيجابية إلى الشراكات الدولية، بما في ذلك إطار مجموعة بريكس بكل أعضائها.