افتتاحية الإندبندنت: أنهوا الصمت على المجازر في غزة وتجويع السكان
في افتتاحيتها الصادرة اليوم الأحد، وجهت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية انتقادات لاذعة للحكومة الإسرائيلية، متهمة إياها بارتكاب إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وقف المساعدات الإنسانية بشكل كامل كشف عن نية إسرائيل “المخزية” في تجويع جميع سكان غزة، مدنيين ومقاتلين على حد سواء، مؤكدة أن ما يجري هو عقاب جماعي مرفوض، كما ناشدت رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر برفع صوته ومطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة العالم بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لرفع الحصار.
ولفتت الافتتاحية إلى أن العالم، الذي صُدم بهجمات 7 أكتوبر 2023، قد منح إسرائيل غطاءً دوليًا في البداية تحت مبرر “الدفاع عن النفس”، إلا أن استمرار الحرب لما يزيد عن 18 شهرًا وفقدان أي مبرر أخلاقي لاستمرار القصف جعل الدعم الدولي يتآكل تدريجيًا.
وبحسب الصحيفة، فإن الحرب أودت بحياة أكثر من 52 ألف فلسطيني، وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، وسط تدهور شامل في الأوضاع المعيشية مع انقطاع متكرر لإمدادات الماء والغذاء والدواء، وتحول السكان إلى ضحايا دائمين للعدوان الإسرائيلي.
كما تناولت “الإندبندنت” الانتقادات الموجهة لفكرة ترامب بشأن تحويل غزة إلى “ريفيرا ثانية”، ووصفتها بأنها “فكرة غريبة وغير أخلاقية”، معتبرة أن الترحيل القسري لمليوني فلسطيني سيكون أكبر عملية تطهير عرقي منذ الحرب العالمية الثانية.
وانتقدت الصحيفة الصمت الدولي، ووصفت الموقف البريطاني بأنه “مخزٍ”، خاصة مع إعلان نتنياهو نيته توسيع القصف والاحتلال غير المحدد للقطاع، وتأكيد وزير ماليته سموتريتش أن هدفهم هو “تدمير غزة بالكامل”.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بمناشدة واضحة: “كفى صمتًا آن الأوان للتحرك من أجل إنقاذ ما تبقى من الإنسانية في غزة”.