السياحة الإماراتية تكسر الأرقام.. 257 مليار درهم تدعم الاقتصاد وأعداد الزوار في تصاعد مستمر
واصلت دولة الإمارات تعزيز مكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية العالمية، بعدما كشف تقرير حديث صادر عن المجلس العالمي للسفر والسياحة عن تسجيل القطاع السياحي في الدولة أداءً قياسياً خلال عام 2024، انعكس بشكل مباشر على نمو الاقتصاد الوطني.
وأوضح التقرير أن مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي للدولة وصلت إلى 257.3 مليار درهم (70.1 مليار دولار)، وهو ما يعادل 13% من حجم الاقتصاد الكلي، محققاً بذلك زيادة بنسبة 3.2% مقارنة بالعام السابق، و26% مقارنة بعام 2019، أي ما قبل جائحة «كورونا».
وفي هذا السياق، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، أن الإمارات ترحّب بالعالم وتفتح أبوابها للسياح والمستثمرين والمواهب، مضيفاً: «الإمارات اليوم ضمن قائمة أكبر 7 دول من حيث الإنفاق الدولي للسياح، متفوقة على دول لها باع طويل في هذا القطاع».
وبلغة الأرقام، أشار التقرير إلى أن إجمالي إنفاق السياح الدوليين في الإمارات بلغ أكثر من 217 مليار درهم خلال عام 2024، إضافة إلى 57 مليار درهم كإنفاق محلي، وهو ما يعكس مكانة الدولة كمركز جذب عالمي.
من جانبه، شدد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، رئيس مجلس الإمارات للسياحة، على أهمية الجهود المتواصلة لتطوير القطاع، مؤكداً أن الإمارات نجحت في تقديم تجربة سياحية متكاملة، بفضل المبادرات النوعية التي عززت استقطاب الاستثمارات السياحية ووفرت بيئة جاذبة للمشاريع النوعية في كافة إمارات الدولة.
وأشاد معاليه بتولي الإماراتية شيخة النويس منصب الأمين العام المنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، معتبراً هذا الإنجاز تأكيداً على ريادة الدولة في القطاع السياحي عالمياً.
وأكد أن المؤشرات الحالية تؤكد سير الإمارات بثبات نحو تحقيق مستهدفات «الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031»، التي تهدف إلى رفع مساهمة القطاع إلى 450 مليار درهم وزيادة عدد نزلاء الفنادق إلى 40 مليوناً سنوياً خلال السنوات المقبلة.
على مستوى الزوار الدوليين، أوضح التقرير أن الإمارات نجحت في تنويع مصادر السياحة، حيث جاءت الهند في صدارة الأسواق المصدّرة للزوار بنسبة 14%، تليها المملكة المتحدة وروسيا بنسبة 8% لكل منهما، ثم الصين والسعودية بنسبة 5% لكل، بينما شكل الزوار من بقية دول العالم 60%، ما يعكس مرونة وانفتاح الدولة على مختلف الأسواق العالمية.
وسجّل إنفاق الزوار الدوليين في عام 2024 قفزة نوعية، حيث وصل إلى 217.3 مليار درهم، بزيادة نسبتها 5.8% مقارنة بعام 2023، بينما بلغ الإنفاق السياحي المحلي 57.6 مليار درهم، مرتفعاً بنسبة 2.4% عن العام ذاته، وهو ما يؤكد تعافي القطاع بشكل كامل من تبعات الجائحة.
التوقعات المستقبلية تشير إلى استمرار هذا الزخم، إذ يتوقع التقرير أن يصل إنفاق السياح الدوليين خلال العام الجاري إلى 228.5 مليار درهم، والإنفاق المحلي إلى 60 مليار درهم، وهو ما يعزز مكانة الدولة كوجهة سياحية أولى في المنطقة.
وفيما يتعلق بأنماط السياحة، لفت التقرير إلى أن السياحة الترفيهية استحوذت على الحصة الأكبر من الإنفاق بنسبة 84.7%، مقابل 15.3% لسياحة الأعمال، وهو ما يدل على تنوع العروض والخيارات التي تقدمها الإمارات لزوارها.
ولم تغفل الإمارات البعد البيئي، حيث أشار التقرير إلى أن انبعاثات الكربون الناتجة عن القطاع السياحي لم تتجاوز 13.3% من إجمالي الانبعاثات الوطنية، ما يعكس التزام الدولة بتحقيق الاستدامة البيئية في القطاع.
أما على صعيد التوظيف، فقد أظهر التقرير مساهمة قطاع السياحة والسفر في دعم سوق العمل، حيث بلغت نسبة النساء العاملات فيه 16.3%، بينما وصلت نسبة الشباب (15-24 سنة) إلى 9.7%، كما بلغت العائدات الضريبية من هذا القطاع 8.6 مليار دولار، أي ما يعادل 5.4% من إجمالي إيرادات الدولة.
على المستوى العالمي، أكد التقرير أن القطاع السياحي حقق مساهمة بلغت 10.9 تريليون دولار في الاقتصاد الدولي خلال 2024، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 11.7 تريليون دولار العام المقبل، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لهذا القطاع كرافعة اقتصادية رئيسية للدول.