فنون وثقافة

“مايدي الإمارات”.. شاب يحلم بهوليوود ويغني البلوز والجاز بـ«الغترة والعقال»

اختار الفنان الإماراتي الشاب ماجد ناصر، الذي اشتهر بلقب «المايدي»، طريقاً غير تقليدي لصنع اسمه في عالم الفن، حيث قرر خوض رحلة فنية مليئة بالتحديات، من دون دعم مؤسسي أو احتضان عائلي، معتمداً فقط على شغفه بالموسيقى الغربية وأحلامه الكبيرة بالوصول إلى العالمية، منطلقاً من هويته الإماراتية الأصيلة.

رغم العقبات الكثيرة التي واجهها في بداياته، لم يستسلم «المايدي»، بل أمضى سنوات طويلة في تطوير صوته وتعلم تقنيات الغناء الغربي، واضعاً نصب عينيه حلم الوصول إلى أهم المسارح العالمية وهو يرتدي «الغترة والعقال»، رافضاً التخلي عن ملامح هويته المحلية في رحلته الفنية.

وفي تصريحات صحفية له ، قال ماجد ناصر: «بدأت مشواري منذ 15 عاماً من غرفة نومي، أقضي ساعات طويلة أبحث وأستمع للأغاني الصعبة، وأحاول تقليد كبار نجوم العالم في الغناء، رغم أنني لم أدرس الموسيقى أكاديمياً، ولم أتعلم قراءة النوتة الموسيقية، كل ما أملكه كان الشغف والإصرار».

منذ عام 2022، قرر ماجد أن يكشف عن موهبته للجمهور، فظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مقدماً أعمالاً متنوعة بدأها بالبلوز والجاز، لينتقل بعدها إلى أغاني الفانك والبوب، مؤدياً أعمال نجوم كبار مثل ستيفي ووندر، مايكل جاكسون، وأديل، واضعاً بصمته الخاصة في كل تجربة.

لم تكن بداية ماجد سهلة، خاصة في ظل رفض عائلته دخوله عالم الفن، لكنه واجه التحديات بثقة، معتبراً أن دعم الجمهور الإماراتي شكل نقطة قوة دفعته للاستمرار، قائلاً: «تخليت عن كل شيء من أجل فني، لا أبحث عن شهرة زائفة أو أرباح مالية، كل ما أريده هو أن أصل إلى هوليوود بفني وهويتي».

اليوم، يقف «المايدي» على مسارح المطاعم الراقية في دبي، يقدّم فنه بثقة، معتبراً أن هذه التجربة خطوة مهمة في طريقه نحو الانتشار الأوسع، مؤكداً أن مشاركته في «أوركسترا 7» بقيادة المايسترو الإماراتي فاضل الحميدي، كانت محطة فارقة عززت من مكانته الفنية، خاصة أنها تضم مجموعة من العازفين الإماراتيين والأجانب.

ورغم الخطوات المهمة التي قطعها، يؤمن ماجد بأن مشواره لم يصل بعد إلى محطته النهائية، مشدداً على حاجة الفنانين الإماراتيين لدعم حقيقي من المؤسسات الثقافية، مؤكداً أن غياب الأسماء المحلية عن المنصات الكبرى لا يعود لضعف المواهب، بل إلى نقص الفرص والاهتمام الرسمي بالمواهب الوطنية.

في هذا الإطار، أطلق ماجد ناصر أولى أغانيه الخاصة باللهجة الإماراتية بعنوان «أمي»، من ألحان المايسترو سليمان فهد وكلمات الشاعر يعقوب النقبي، معلناً بداية مشوار الإنتاج الفني الشخصي، رغم التحديات المادية التي تواجهه، إذ أشار قائلاً: «إنتاج أغنية اليوم يكلّف أكثر من ثمن سيارة، لكنني متمسك بحلمي ومستمر رغم كل الصعوبات».

ماجد، الذي يبتعد عن إثارة الجدل، عبّر عن استيائه من تركيز البعض في المشهد الفني على عدد المتابعين بدلاً من تقدير جودة الصوت والموهبة الحقيقية، قائلاً: «أنا لا أبحث عن ضوء مزيف، بل عن منصة حقيقية تُظهر للعالم إحساسي وموهبتي، فالفن الحقيقي يقاس بالإحساس والصدق، لا بضجيج اللحظة».

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى