منوعات

7 أسباب شائعة وراء الحمى المتكررة لدى الأطفال.. و4 حالات تستوجب فحوصاً مناعية متقدّمة

حذّر أطباء متخصصون من خطورة التهاون في التعامل مع نوبات الحمى المتكررة عند الأطفال، مؤكدين أنها قد تكون مؤشراً لمشكلات صحية خطيرة، تتطلب تشخيصاً دقيقاً وتدخلاً مبكراً ، ولفتوا إلى أن معظم الأطفال يُصابون بين ثلاث إلى ست مرات سنوياً بالحمى نتيجة عدوى فيروسية بسيطة تزول تلقائياً، إلا أن استمرار الأعراض أو تكرارها دون سبب ظاهر يستدعي القلق.

وأوضح الأطباء أن تكرار نوبات الحمى دون وجود عدوى واضحة خلال ستة أشهر، يشير إلى احتمال وجود اضطرابات مناعية، أو أمراض وراثية،أو التهابات مزمنة أو أورام.

وأكدوا أن هناك سبعة أسباب رئيسية وراء الحمى المتكررة، إلى جانب أربع حالات تستدعي فحوصاً مناعية ووراثية متخصصة وفي هذا التقرير نستعرض أسباب الحمي المتكررة ومتي تكون خطيرة.

متى تصبح الحمى غير طبيعية؟

بيّن الدكتور داني السلوم، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، أن الحمى تُعد غير طبيعية في أربع حالات:

1. إذا تجاوزت حرارة الطفل 38 درجة مئوية.

2. استمرت لأكثر من 3 إلى 5 أيام.

3. تكررت بشكل غير معتاد أو وفق نمط دوري.

4. رافقتها أعراض مقلقة كطفح جلدي، آلام المفاصل، فقدان الوزن، أو التعب الشديد.

أبرز أسباب الحمى المتكررة عند الأطفال:

1. العدوى الفيروسية المتكررة.

2. التهابات اللوزتين، الأذن والجيوب الأنفية.

3. التهابات المسالك البولية، خاصة عند الأطفال الأصغر سناً.

4. متلازمات التهابية نادرة مثل متلازمة “PFAPA”.

5. أمراض المناعة الذاتية أو اضطرابات الجهاز المناعي.

6. حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية (FMF)، وهي وراثية.

7. العوامل البيئية كالرطوبة والتلوث والتعرض لدخان التبغ.

متى نلجأ للفحوص المتقدمة؟

شدد الدكتور السلوم على ضرورة إجراء اختبارات مناعية ووراثية في الحالات التالية:

تكرار نوبات الحمى أو استمرارها لأشهر.

عدم وجود عدوى ظاهرة تبرر الحمى.

ظهور التهابات مزمنة كطفح جلدي، تورم المفاصل، تقرحات الفم، أو تعب مزمن.

وجود تاريخ عائلي لأمراض وراثية.

ونبّه إلى ضرورة التوجه الفوري للطوارئ في حال ظهرت أعراض خطيرة، مثل صعوبة الإيقاظ، أو النعاس المفرط، أو صعوبة التنفس،أو رفض السوائل،أو التشنجات، أو طفح جلدي أرجواني اللون، أو تيبّس في الرقبة.

أنواع الحمى وتصنيفاتها

من جانبه، أوضح الدكتور فيفيك موندادا، استشاري طب أعصاب الأطفال، أن الحمى تُصنف إلى أربعة أنواع:

1. الحمى المطوّلة.

2. الحمى غير معروفة السبب وتستمر لأكثر من 3 أسابيع.

3. الحمى المتكررة وتتذبذب أو تتكرر على فترات.

4. الحمى الدورية وهي عبارة عن نوبات تستمر من أيام إلى أسابيع.

وأشار إلى أن 5% إلى 10% من الأطفال المصابين بالحمى في أقسام الطوارئ تكون لديهم عدوى بكتيرية خطرة.

وأضاف أن الحمى الناتجة عن العدوى الفيروسية تكون مصحوبة غالباً بحالة صحية جيدة بين النوبات، لكن الحمى المزمنة أو المتكررة قد تشير إلى أمراض أعمق، مثل ضعف المناعة أو الأورام أو الاضطرابات الالتهابية.

متلازمات الحمى المتكررة

تُشتبه الإصابة بهذه المتلازمات عند حدوث ثلاث نوبات حمى أو أكثر في غضون 6 أشهر، مع فصل زمني لا يقل عن 7 أيام بين كل نوبة، وغالباً ما تترافق بأعراض معقدة تشمل التهاب العينين، أو التهاب الحلق أو الأذن، أو اضطرابات هضمية، أو طفح جلدي، آلام عضلية أو عظمية، وأحياناً أعراض عصبية.

نقص المناعة: أولي وثانوي

أشار الدكتور موندادا إلى وجود أكثر من 180 حالة طبية تُصنّف ضمن “نقص المناعة الأولي”، ومن أبرزها:

نقص المناعة المشترك الشديد (SCID).

نقص المناعة المتغير الشائع (CVID).

المرض الحبيبي المزمن.

متلازمة ويسكوت-ألدريتش.

وأضاف أن بعض هذه الحالات تخضع حالياً لتجارب علاج جيني واعدة قد تغيّر مستقبل العلاج.

الوقاية تبدأ بالتطعيم

أكّدت الدكتورة جنان أبوزور، اختصاصية طب الأطفال، أن التطعيمات الأساسية تشكّل خط الدفاع الأول ضد كثير من الأمراض الخطرة، مثل المكورات الرئوية والإنفلونزا الموسمية، مشيرة إلى أهمية الرضاعة الطبيعية في تقوية مناعة الطفل.

كما شدّدت على أهمية مراقبة سلوك الطفل عند الإصابة بالحمى، واستخدام خافضات الحرارة الموصوفة طبياً، مع استشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغير غير طبيعي.

الحمى النفسية: عندما يتحدث الجسد بلغة الألم النفسي

أوضحت الدكتورة لينة أميري، استشارية الطب النفسي للأطفال والمراهقين، أن بعض الأطفال والمراهقين يُظهرون أعراضاً جسدية متكررة، كارتفاع الحرارة أو التعب أو آلام البطن، رغم غياب الأسباب العضوية، وهو ما يُعرف بـ”الحمى النفسية”.

تحدث هذه الحالة نتيجة التوتر المزمن أو الصدمات النفسية، وتتميّز بارتفاع بسيط في درجة الحرارة بين 38.5 و39 مئوية دون علامات واضحة على وجود عدوى أو التهاب.

وأشارت إلى أن الطفل قد يُعبّر عن معاناته النفسية من خلال أعراض جسدية، مشددة على أهمية فهم العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية، وتقديم العلاج النفسي المناسب عند الحاجة، ضمن إطار شامل يشمل البيئة العائلية والمدرسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى