عكست المواقف الدبلوماسية لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ اندلاع النزاع في السودان منتصف أبريل 2023 التزامها الثابت بالحلول السلمية، وحرصها الصادق على تجنيب الشعب السوداني ويلات الحرب والمعاناة الإنسانية و هذا النهج الإنساني يتماشى مع المواقف الإقليمية والدولية الساعية لتحقيق السلام.
ورغم تمسك الإمارات بهذا التوجه، اختارت القوات المسلحة السودانية ومن يمثلها التوجه نحو التصعيد، بتوجيه اتهامات باطلة ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية، قبل أن تُرفض القضية وتُشطب لعدم صحتها.
واستمرّ نهج السلطة العسكرية السودانية في التصعيد بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات.
من جانبها، أكدت الإمارات رفضها القاطع لقرارات «سلطة بورتسودان»، موضحة أنها لا تمثل الحكومة الشرعية، ولا تعكس إرادة الشعب السوداني.
وشددت الدولة على ضرورة وجود قيادة مدنية مستقلة تقدم مصالح الشعب، لا قيادة تقتل وتجوع وتهجّر أبناء الوطن.
جهود إنسانية ومواقف مشرفة
منذ بدء الأزمة، أبدت الإمارات حرصاً شديداً على حماية المدنيين. فأطلقت، بين أبريل ويونيو 2023، عمليات إجلاء استثنائية شملت 997 شخصاً من 26 جنسية، عبر 10 طائرات.
كما أعطت الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً من المرضى وكبار السن والنساء والأطفال، مقدمة لهم الرعاية الكاملة حتى مغادرتهم الدولة.
وفي الثالث من مايو 2023، أدانت الإمارات بشدة اقتحام الملحقية الثقافية السعودية في الخرطوم، مجددة احترامها للأعراف والمواثيق الدبلوماسية.
دعم مبادرات السلام
رحبت الإمارات بإعلان جدة في مايو 2023، الذي تضمن التزام أطراف النزاع بحماية المدنيين، كما دعمت مجموعة «أصدقاء السودان» في يونيو، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وفي قمة جوار السودان بالقاهرة في يوليو، أيدت الإمارات الدعوة إلى وحدة السودان وعدم التدخل في شؤونه، واستمرت في دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية.
تحركات دبلوماسية متواصلة
شاركت الإمارات في اجتماعات الاتحاد الإفريقي، ومؤتمرات باريس، وجنيف، وجيبوتي، مؤكدة دعمها للحل السياسي ووقف إطلاق النار. كما قدمت 100 مليون دولار دعماً إنسانياً للسودان، ووقّعت عدة اتفاقيات مع منظمات أممية لتخفيف الأزمة.
إدانة لانتهاكات صارخة
أدانت الإمارات بشدة الهجمات على المدنيين والبنى التحتية، من ضمنها الاعتداء على مقر بعثتها في الخرطوم، واستهداف المستشفى السعودي في الفاشر، والهجمات على مخيمات النزوح في دارفور، مؤكدة رفضها القاطع لاستخدام المجاعة كسلاح حرب، ومطالبة بفتح ممرات إنسانية آمنة.
الالتزام الإنساني
قدّمت الإمارات منذ بدء الأزمة دعماً إنسانياً بلغ 600.4 مليون دولار، ليصل إجمالي مساعداتها للسودان خلال العقد الأخير إلى 3.5 مليارات دولار، مما يعكس التزامها الراسخ بدعم الشعوب المنكوبة، والتخفيف من معاناتها، دون تمييز أو انحياز.
