نجاة مكي.. من ألوان الطفولة إلى وسام «فارس» على منصة العالمية
منذ نعومة أظافرها، كانت الطبيعة الإماراتية بألوانها وتفاصيلها تلهم الفنانة نجاة مكي، التي تحوّلت شغفها الطفولي بالألوان إلى رحلة فنية زاخرة بالإبداع والإنجازات، جعلتها واحدة من أبرز رموز الفن التشكيلي في الإمارات والمنطقة.
وتوجت هذه المسيرة اللافتة بتقدير عالمي مستحق، عندما منحتها الحكومة الفرنسية في عام 2023 وسام الآداب والفنون بدرجة «فارس»، أحد أرفع الأوسمة الفنية، تقديراً لمكانتها الريادية في عالم الفن ودورها في إبراز الثقافة الإماراتية على الساحة الدولية.
سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عبّرت عن فخرها بهذا الإنجاز، ووصفت مكي بأنها «سفيرة الفن الإماراتي الراقي»، مشيدة بقدرتها على المزج بين الأصالة الإماراتية والرؤية الفنية المعاصرة.
الدكتورة نجاة مكي، المولودة في دبي، تعدّ من رواد الحركة التشكيلية الإماراتية، حيث لم تكتفِ بالتعبير المباشر عن تراثها الوطني، بل انتقلت بأعمالها إلى مستويات رمزية وتجريدية أعمق، وظفت فيها الأشكال الهندسية مثل الدائرة والمثلث، مستلهمة معانيها من الحضارات والأساطير القديمة.
المرأة كانت دائماً حاضرة بقوة في أعمالها الفنية، حيث مثلت رمزاً للوطن والأرض والأم والحياة، سواء عبر لوحاتها أو منحوتاتها، ما منح أعمالها بُعداً إنسانياً ووطنياً خاصاً.
رحلة مكي الفنية لم تُبْنَ فقط على الموهبة، بل كانت مدعومة بعلم ودراسة، إذ كانت أول فنانة إماراتية تحصل على منحة حكومية لدراسة الفن، لتتوجه عام 1977 إلى القاهرة، حيث حصلت على بكالوريوس وماجستير في فن النحت والأشغال المعدنية، قبل أن تُتوّج مسيرتها الأكاديمية بالحصول على الدكتوراه في النقش على العملات والمسكوكات عام 2001.
خلال مسيرتها الفنية الطويلة، شاركت مكي في العديد من المعارض الدولية المرموقة، من بينها بينالي بكين الدولي، والجناح الوطني الإماراتي في بينالي البندقية، وملتقى الأقصر الدولي للتصوير، إضافة إلى مشاركاتها في ملتقيات النحت العالمية والمعارض الفنية في أوروبا وآسيا والعالم العربي.
وقد حصدت الفنانة الإماراتية خلال مسيرتها مجموعة من الجوائز والتكريمات، أبرزها جائزة الإمارات التقديرية في مجال الفنون التشكيلية عام 2007، فضلاً عن جوائز عدة من مهرجان الباسل في سورية، وبينالي مجلس التعاون، وبينالي الشارقة، وجائزة العويس للدراسات والابتكار العلمي في فرع الفنون.
بأعمالها التي تستمد من البيئة الإماراتية روحها، ومن التراث عمقها، ومن الفن العالمي أسلوبها العصري، تواصل نجاة مكي تمثيل الإمارات في المحافل الفنية العالمية، حاملة معها رسالة ثقافية ملهمة تجمع بين الأصالة والحداثة.