لا ينتظرن الشهرة، ولا تسعى واحدة منهن لرؤية صورتها منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، ففى مجتمعاتنا الشرقية تكتفى الفتيات بنجاحات الظل التى تمنحهن الرضا الذى يغنيهن عن غياب التقدير، 15 فتاة من مختلف الأعمار حققن نجاحاً أخر خرج هذه المرة من دائرة الظل ليلقى بالضوء على فريق “الفولى بول” الفائز ببطولة الكرة الطائرة للسيدات التى أقيمت بتونس منذ عدة أيام، وعلى رأس الخمسة عشر لاعبة وقفت “فرح رمزى” بفخر كتجربة استثنائية لفتاة قررت الجمع بين النجاح على مستويين، الأول هو طريق دراستها التى وصلت بها لدرجة الماجستير، والثانى هو قيادتها لفريق نادى الشمس للسيدات الاتى حصلن على المركز الثانى ببطولة أفريقيا للفولى بول.
23 عاماً هى سنوات عمر “فرح” التى بدأت قصتها مع اللعبة منذ 14 عاماً امتلأت بالشغف للعبة الكرة الطائرة، حتى أصبحت قائد فريق كامل من اللاعبات، أما على الجانب الأخر فأنهت “فرح” دراستها بكلية الحقوق باللغة الفرنسية لتصل لدرجة الماجستير فى القانون العام من جامعة “ليون” الفرنسية، ومازالت الرحلة مستمرة.
“فرح” تحدثت لليوم السابع عن قصة الكرة الطائرة، وفوز فريقها بالمسابقة، وقالت أن فريق الفتيات يبذل جهداً متواصلاً فى التدريبات للمشاركة ببطولات عالمية، وأن جميع الفتيات بالفريق يكملن الدراسة والحياة العملية بجانب اللعبة، وقالت ” اللعب لم يؤثر على دراستى يوماً واحداً على الرغم من صعوبة التدريبات التى كنا نقوم بها بشكل يومى، وخاصة قبل البطولة”.
وتقول : شاركنا فى البطولة ثلاث مرات 4 مرات على التوالى، حصلنا فى المشاركتين الأوائل على المركز الرابع، ثم حصلنا على المركز الخامس، ولم نيأس حتى وصلنا للمركز الثانى، فى ظل غياب التقدير أو الاهتمام بالفريق أو حتى الإعلان عن النجاحات التى وصل إليها فريق كامل من السيدات.
فرح هى أصغر كابتن فريق للسيدات فى لعبة الكرة الطائرة على مستوى الفرق المشاركة، وعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها نجحت فى قيادة فريق تتنوع فيه الأعمار من 16 إلى 36 عاماً، وتتقول : مازلنا نحلم بالوصول لكأس العالم فى الكرة الطائرة، ولم أشعر يوماً أن الحلم صعب أو مستحيل، فقبل مشاركتنا فى بطولة أفريقيا كنا نحلم بالوصول إليها، وبالفعل حصلنا على الميدالية الفضية، ومازالت أحلامنا مستمرة.
