اخبار العالم

اتفاق وقف إطلاق نار شامل بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية يمنع اندلاع حرب وشيكة

في لحظة كادت تتحول فيها شبه القارة الهندية إلى ساحة حرب بين قوتين نوويتين، نجحت وساطة أمريكية حاسمة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار كامل وفوري بين الهند وباكستان، ما اعتُبر انتصارًا دبلوماسيًا بارزًا للولايات المتحدة.

قاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهود الوساطة، التي استمرت طوال ليلة حافلة بالمحادثات، وأسفرت عن هذا الاتفاق المفاجئ، وكتب ترامب على منصة “تروث سوشال”: “يسعدني أن أعلن أن الهند وباكستان وافقتا على وقف شامل وفوري لإطلاق النار و أهنئ البلدين على الحكمة والرؤية الصائبة”.

وجاء الاتفاق بعد تصعيد عسكري خطير أعقب هجومًا داميا على مجموعة من السياح في كشمير بتاريخ 22 أبريل، أسفر عن مقتل 26 شخصًا.

ووجهت الهند أصابع الاتهام لجماعة متمركزة في باكستان، وردّت بسلسلة من الضربات الجوية ، فيما ردّت باكستان بقصف صاروخي، ما أشعل موجة عنف متبادل شملت الطائرات المسيّرة والمدفعية، واستهدفت منشآت حيوية، بينها قواعد جوية قرب إسلام آباد.

جهود دبلوماسية رفيعة المستوى

الوساطة الأمريكية لم تقتصر على الرئيس، بل شارك فيها فريق دبلوماسي رفيع بقيادة وزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جي دي فانس، بالتنسيق مع كبار القادة في البلدين، مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الباكستاني شهباز شريف، إضافة إلى القيادات العسكرية ومستشاري الأمن القومي.

عوامل داخلية ضاغطة

ساهمت الأزمة الاقتصادية العميقة في باكستان، والتي تُهدد البلاد بالإفلاس، في تعجيل قبول التهدئة، إذ حذّرت وكالة “موديز” من أن التصعيد سيضر بالنمو الاقتصادي الهش ويعقّد جهود الاستقرار المالي.

من جهتها، استخدمت الهند ورقة المياه كورقة ضغط استراتيجية بعد تعليق العمل بمعاهدة نهر السند، التي تعتمد عليها باكستان في ري 65% من أراضيها، ما أثار مخاوف وجودية لدى إسلام آباد.

تحركات دولية وإقليمية

شاركت نحو 30 دولة في جهود الوساطة، منها السعودية وتركيا، إلى جانب تنشيط القنوات العسكرية المباشرة بين الطرفين، وقد لعبت الاتصالات المكثفة التي أجراها ماركو روبيو مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير دورًا محوريًا في تهيئة الأجواء للاتفاق.

خطوة نحو التهدئة

رغم استمرار الهجمات حتى صباح يوم السبت، فإن الإعلان عن وقف إطلاق النار فاجأ الكثيرين، وجاء ليعلن بداية محتملة لمحادثات سلام في موقع محايد ، واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة لا تنهي الصراع، لكنها تفتح نافذة حقيقية لمنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة كارثية.

نجاح الوساطة الأمريكية

أشاد مراقبون دوليون بسرعة التوصل إلى الاتفاق وفاعلية الجهود الأمريكية التي اتسمت بالضغط السياسي والحوار البنّاء، دون اللجوء إلى التهديدات العسكرية.

وأكد إعلان ماركو روبيو أن البلدين سيبدآن مناقشات موسّعة حول قضايا شائكة في موقع محايد، مما يشي بإمكانية تحول نوعي في العلاقات بين الهند وباكستان، إذا ما استمرت الجهود الدولية نحو سلام مستدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى