
أربعة أيام عمل فقط..الشارقة تُقيّم التجربة وتأثيرها في التعليم وحياة المعلمين
ضمن جهودها المتواصلة لتطوير بيئة العمل وتحسين جودة التعليم، أطلقت هيئة الشارقة للتعليم الخاص، بالتعاون مع منظمة اليونسكو، دراسة تقييمية شاملة لجدوى نظام العمل لأربعة أيام أسبوعياً في المدارس الخاصة بالإمارة، بهدف قياس تأثيره في الأداء الوظيفي والمهني، والتوازن بين الحياة والعمل، وجودة المخرجات التعليمية.
ومن أجل جمع آراء الميدان التربوي، طرحت الهيئة استبانة شاملة موجهة إلى جميع العاملين في المؤسسات التعليمية الخاصة، تستهدف تحليل الأثر المباشر للنظام من وجهة نظر المعلمين والإداريين، وذلك عبر محاور عدة تشمل البيانات الديموغرافية، والتجربة التعليمية، والحياة الشخصية.
الاستبانة بدأت بجمع بيانات أساسية حول المشاركين، مثل الاسم الوظيفي، الجنس، الحالة الاجتماعية، العمر، الجنسية، الإمارة، عدد الحصص التدريسية اليومية والأسبوعية، ومدى ملاءمتها لقدرات المعلمين.
كما تناولت تأثير النظام في دافعية الطلبة للحضور والمشاركة، ومدى استفادتهم من الأنشطة اللاصفية، وقدرتهم على التحصيل الذاتي، والتقدم في المناهج الدراسية، إضافة إلى التزامهم بالواجبات المنزلية والمشاريع المدرسية.
ومن الجانب الإنساني والاجتماعي، طلبت الاستبانة من المشاركين تقييم مدى تأثير النظام الجديد في تعزيز الترابط الأسري، وممارسة النشاط البدني، وتحسين الصحة النفسية والاجتماعية، إلى جانب قياس قدرتهم على تحقيق توازن فعّال بين العمل والحياة الشخصية.
ولم تغفل الدراسة الجانب المهني، إذ تطرقت إلى فاعلية القيادة المدرسية في ظل النظام الجديد، ومدى الحفاظ على جودة الأداء المؤسسي، وتحفيز الكوادر التعليمية على الإنتاجية، وإنجاز المهام المطلوبة ضمن الجدول المضغوط.
واختُتمت الاستبانة بمجموعة من الأسئلة التي تقيّم الاستفادة من يوم العطلة الإضافي، في تطوير الذات من خلال حضور برامج تدريبية، أو ممارسة هوايات شخصية، أو الانخراط في العمل التطوعي، ومدى تأثير ذلك في تعزيز الشعور بالرضا الوظيفي العام.
وتأتي هذه المبادرة ضمن رؤية الشارقة نحو نظام تعليمي مرن ومستدام يوازن بين جودة التعليم ورفاهية الكادر التعليمي، مع الاستفادة من التجارب العالمية التي تربط بين البيئة الصحية والعمل الإبداعي.