اخبار الامارات

“سباق الشوارع”..تجاوزات متهورة تهدد سلامة الطرق وتستنزف الأرواح والممتلكات

في مشهد يتكرر على طرق الدولة يومياً، يغامر بعض السائقين بحياتهم وحياة الآخرين من أجل تجاوز الازدحام المروري، حيث يتنقلون بين المسارات بطريقة خطرة وغير مسؤولة، تشبه الحركات البهلوانية، ما يؤدي إلى وقوع حوادث مرورية مروعة وفرض غرامات باهظة.

وكشفت بيانات صادرة عن وزارة الداخلية أن العام 2024 سجل وقوع 14 حادثاً مرورياً بسبب التجاوز الخاطئ من اليمين أو اليسار من دون حذر، توزعت بين عدد من الإمارات، أبرزها الشارقة التي سجلت ثمانية حوادث، تليها أبوظبي بثلاثة، ثم رأس الخيمة والفجيرة.

وفي قراءة لواقع المخالفات المرتبطة بسلوكيات القيادة المتهورة، أوضحت الإحصاءات أن ما يزيد على 48 ألف مخالفة تم تحريرها بسبب عدم استخدام الإشارات عند تغيير اتجاه المركبة أو الدوران، توزعت بين إمارات الدولة، وتصدرت دبي القائمة بـ26,477 مخالفة، تليها أبوظبي بـ17,794، ثم الشارقة وعجمان ورأس الخيمة وغيرها.

كما تم تسجيل أكثر من 17 ألف مخالفة لتجاوزات خطرة ارتكبها سائقون على طرق الدولة، كان أبرزها القيادة المتعرجة أو ما يُعرف بـ”الزجزاج”، وتجاوز المركبات من اليمين، وهي سلوكيات وصفت بالقاتلة.

سائقون تحدثوا لـ”أخبار الوطن” عن مشاهد مقلقة يعيشونها يومياً، إذ يقوم البعض بقيادة مركباتهم بطريقة تهدد السلامة العامة، متجاوزين من مسافات ضيقة بين السيارات، وغالباً من دون إعطاء إشارات تحذيرية، ما يعرّض الجميع للخطر.

وأكد محمد عادل أن مشهد السيارات التي تتسلل بسرعة بين المركبات في الطرق المزدحمة أصبح أمراً شائعاً، معتبراً أن سوء تقدير المسافات والانشغال أو قلة الانتباه عوامل ترفع من احتمالية وقوع حوادث جسيمة، خاصة على الطرق السريعة.

وفي تجربة مماثلة، عبرت نسمة عبدالله عن قلقها من السائقين الذين يتجاوزونها من جهة اليمين بشكل مباغت، مشيرة إلى أن بعضهم يغير المسار بسرعة كبيرة دون سابق إنذار، وكأنهم في سباق لا يعبأ بالعواقب، ما قد يؤدي إلى تصادم مميت.

في حين أشار ابراهيم عمر إلى ظاهرة مزعجة تتمثل في محاولة بعض السائقين استعراض مهاراتهم الخطرة، عبر التنقل بين المسارات بطريقة متعرجة، مبيّناً أن هذه السلوكيات لا تُمثل شجاعة، بل نوعاً من التهور الذي ينتهي بكوارث مرورية.

كما نبه سائقون آخرون إلى مشكلة عدم استخدام إشارات الانعطاف، سواء عند الدخول إلى طرق فرعية أو عند التجاوز، وهو سلوك يتسبب في حوادث جانبية أو اصطدام من الخلف، نظراً للتوقف المفاجئ غير المتوقع.

وطالبوا بضرورة فرض عقوبات أكثر صرامة على السائقين غير الملتزمين، مؤكدين أن التوعية المرورية وحدها لا تكفي، بل لا بد من تطبيق القانون بحزم للحد من هذه الظواهر التي تهدد الأرواح وتُكبّد خسائر جسيمة.

من جانبها، أطلقت شرطة أبوظبي ضمن حملة “درب السلامة 2” جملة من التحذيرات والتعليمات، أبرزها تجنب الانحراف المفاجئ، وضرورة ترك مسافة أمان كافية، وعدم تجاوز المركبات بشكل خاطئ، مع التأكد من خلو الطريق قبل الانتقال إلى مسار آخر.

وشددت الشرطة على أهمية استخدام الإشارات الضوئية عند تغيير الاتجاه، والالتزام بالمسارات الصحيحة، محذّرة من التنقل بين المسارات بطريقة متهورة تؤدي إلى فقدان السيطرة على المركبة.

كما أوصت السائقين باتباع سبع قواعد أساسية للقيادة الآمنة، أهمها:

1. تجنب التجاوز الخاطئ

2. التأكد من خلو الطريق قبل تغيير المسار

3. تجاوز المركبات فقط من الجهة اليسرى

4. الابتعاد عن القيادة المتعرجة

5. استخدام إشارات التنبيه

6. تفادي الانحراف المفاجئ

7. الالتزام بالمسار المناسب عند الانتقال بين الطرق.

إن حوادث التجاوز المتهور لم تعد مجرد مخالفات عابرة، بل أصبحت قضية تهدد البنية المرورية وسلامة مستخدمي الطريق، ما يتطلب وقفة مجتمعية وقانونية جادة للحد من نزيف الطرق وضمان سلامة الجميع.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى