تقسيط بلا وعي..كيف تسحبك تطبيقات الشراء المؤجل إلى فخ الديون

في وقت يتزايد فيه الاعتماد على تطبيقات تقسيط المشتريات، أطلق خبيران في قطاعي التجزئة والخدمات المالية تحذيرات صريحة للمستهلكين بشأن مخاطر الانجراف وراء العروض المغرية التي تقدمها هذه التطبيقات، والتي تدفع كثيرين إلى اقتناء منتجات لا تمثل ضرورة حقيقية.

وأوضح الخبيران أن الهدف الأساسي من هذه العروض ليس تسهيل الحياة على المستهلك، بل رفع حجم المبيعات لصالح الشركات، من خلال تسويق فكرة أن الدفع مؤجل وسهل، بينما يجد المستخدم نفسه في نهاية المطاف عالقًا في سلسلة من الأقساط الشهرية التي تثقل كاهله.

وفي تجارب واقعية، تحدث عدد من المستهلكين عن معاناتهم بعد استخدامهم هذه التطبيقات. فالمستهلك فادي الحاج أكد أنه اقتنى أجهزة منزلية وكهربائية وأثاثًا بنظام التقسيط، لكنه صُدم لاحقًا بقيمة الأقساط التي باتت تستهلك ربع راتبه الشهري، ما أجبره على إلغاء خططه للسفر خلال الإجازة.

أما وفاء الصالحي، فقد روت كيف تراكمت عليها الأقساط بعد شراء هاتف وعطور ومنتجات تجميل، ما أدى إلى فرض رسوم تأخير إضافية، لتجد نفسها في مأزق مالي لم تكن تتوقعه.

وفي حالة مشابهة، أشار أحمد فاروق إلى أنه وقع في دوامة الديون بعد شراء ملابس وألعاب إلكترونية، وإجراء حجوزات فندقية، ليُفاجأ بخصم أكثر من 20% من دخله الشهري، ما أثر سلبًا على التزاماته المالية الأخرى.

من جانبه، شدد رئيس شركة البحر للاستشارات، إبراهيم البحر، على أن هذه التطبيقات هي جزء من استراتيجيات تسويقية بحتة تهدف إلى تحفيز المستهلك على الشراء أكثر مما يحتاج. ووجه نصيحة بضرورة تحديد الأولويات المالية والابتعاد عن اتخاذ قرارات إنفاق عشوائية.

بدوره، أشار الخبير المالي والمصرفي أمجد نصر إلى أن ثقافة الدفع المؤجل تُفقد الشخص الإحساس الحقيقي بقيمة الأموال التي ينفقها، ما يؤدي إلى استنزاف دخله دون إدراك، خاصة مع تعدد الأقساط على مشتريات غير ضرورية.

وأكد نصر أن من الضروري الالتزام بقاعدة “50/30/20” لتوزيع الدخل، بحيث يتم تخصيص 50% للضروريات، و30% للكماليات، و20% للادخار والاستثمار، معتبراً أن هذه النسبة تمنح المستهلك رؤية واضحة حول أولوياته المالية.

واختتم نصر بمجموعة من النصائح الذهبية، من أبرزها: تطبيق قاعدة الـ24 ساعة للتفكير قبل أي عملية شراء، وتقييم مدى الحاجة الحقيقية للمنتج بعيداً عن الإغراءات المؤقتة، مع مراقبة إجمالي الأقساط ومدى تأثيرها على الاستقرار المالي للفرد.