“باوندلاند” تُباع بأقل من جنيه إسترليني…صفقة رمزية تكشف عمق الأزمة

في صفقة تثير التساؤلات حول مستقبل تجارة التجزئة منخفضة التكلفة في بريطانيا، استحوذت “مجموعة جوردون برازرز” الأمريكية على سلسلة المتاجر البريطانية الشهيرة “باوندلاند”، مقابل مبلغ رمزي لا يتجاوز جنيهاً إسترلينياً واحداً.

ويعد هذا النوع من الصفقات الرمزية مؤشراً واضحاً على أن الكيان المبيع فقد قيمته السوقية الحقيقية، وغالباً ما يكون محمّلاً بتحديات مالية أو تشغيلية معقدة.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن الدافع الرئيسي وراء الصفقة كان التخلص من الأعباء المالية، لا تحقيق أرباح فورية.

ووفقاً لما نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز”، فإن شركة “بيبكو جروب” المالكة السابقة للسلسلة أكدت بيع الفروع البالغ عددها 825 منتشرة في المملكة المتحدة مقابل ما يعادل 85 بنساً فقط، مع الإشارة إلى تحمل المجموعة الأمريكية المشترية ديوناً لا تقل عن 30 مليون جنيه إسترليني، إلى جانب قرض محتمل إضافي بالرقم نفسه سيتم تفعيله لاحقاً بعد إقرار خطة إعادة الهيكلة.

ومن المتوقع أن تبقى إدارة “باوندلاند” في يد المدير التنفيذي الحالي، باري ويليامز، الذي سيقود المرحلة المقبلة من خطة الإنقاذ. في المقابل، تعهّدت “جوردون برازرز” بضخ أكثر من 80 مليون جنيه إسترليني لدعم جهود إعادة الهيكلة وإعادة بناء العلامة التجارية.

من جهتها، أوضحت شركة “بيبكو” المدرجة في بورصة وارسو أن قرار التخارج من سلسلة “باوندلاند” ينسجم مع استراتيجيتها المستقبلية التي تركز على تعزيز قطاع الأزياء المرتفعة العائد، وتوسيع نشاطها التسويقي في الأسواق الأوروبية.

وتجدر الإشارة إلى أن تنفيذ هذه الصفقة لا يزال مرهوناً بموافقة المحكمة العليا في إنجلترا، بينما لم تُعلن حتى الآن التفاصيل الدقيقة لخطة الإنقاذ الجديدة.

وتُعرف “باوندلاند” بأنها واحدة من أبرز سلاسل البيع بالتجزئة التي تقدم منتجات متنوعة تشمل السلع المنزلية، مستلزمات الأطفال، الأطعمة، مستحضرات التجميل، الأزياء، والأدوات اليومية—all بأسعار منخفضة كانت دائماً نقطة جذب للمستهلك البريطاني.