صيف 2025..المواطنون الإماراتيون يوسّعون آفاق السفر ويتجهون نحو تجارب غير تقليدية

مع اقتراب موسم الإجازات الصيفية، بدأت اتجاهات السفر لدى المواطنين الإماراتيين تتجه نحو المزيد من التنوع والتجارب الجديدة، وفقاً لما أكدته وكالات السفر المحلية. وأوضحت تلك الجهات أن الإنفاق على الرحلات يشهد ارتفاعاً ملحوظاً هذا العام، خاصة في فئتي السفر الفاخر والسفر العائلي.

وأكدت الوكالات أن الوجهات السياحية المفضّلة هذا الصيف لم تقتصر على المحطات التقليدية مثل سويسرا وبريطانيا وألمانيا، بل شهدت القائمة دخول وجهات جديدة ومتنوعة مثل جنوب إفريقيا، وأستراليا خاصة غولد كوست، واليابان، والصين، ومالطا، إلى جانب كاليفورنيا الأميركية، وهو ما يعكس تغيراً في نمط السفر لدى الإماراتيين الباحثين عن تجارب مميزة.

وبحسب تصريحات محمد جاسم الريس، الرئيس التنفيذي لـ”شركة الريس للسفريات”، فإن وجهة كيب تاون في جنوب إفريقيا تواصل تصدّر قائمة الحجوزات للعام الثاني على التوالي، إلى جانب أستراليا والصين، بينما تحتفظ دول أوروبية مثل سويسرا وبريطانيا والنمسا بموقعها في صدارة الوجهات الأكثر طلباً، وتأتي روسيا وإيطاليا ضمن الخيارات الثانية.

الريس أوضح أن متوسط مدة الإقامة بلغ نحو 12 يوماً، مع وجود إقبال ملحوظ على العطلات الطويلة والمخصصة للعائلات، التي تبحث عن الخصوصية والخدمة الراقية في الشقق الفندقية أو المنتجعات.

وأشار إلى أن نحو 30% من حجوزات الطيران كانت على درجة الأعمال، ما يعكس تزايد الطلب على السفر الفاخر، لافتاً إلى أن ثقافة المواطن الإماراتي باتت تركز على التجربة الكاملة أكثر من الوجهة نفسها.

بدوره، أكد بدر أهلي، المدير التنفيذي لـ”شركة دبي العالمية للسفريات”، أن الوجهات الأوروبية الكلاسيكية لا تزال تحافظ على زخمها، في مقدمتها بريطانيا وفرنسا وسويسرا، إلى جانب دول شرق أوروبا مثل صربيا وبولندا. أما في جنوب شرق آسيا، فتتصدر تايلاند وماليزيا وإندونيسيا قائمة الحجوزات.

وأضاف أهلي أن اليابان وكاليفورنيا سجلتا ارتفاعاً كبيراً في الطلب، مدفوعاً بفعاليات مثل “إكسبو أوساكا”، مشيراً إلى أن هناك اتجاهاً ملحوظاً لدى المواطنين للجمع بين الترفيه والمعرفة خلال رحلاتهم.

في السياق ذاته، لفت إلى أن الإجازات الصيفية هذا العام تميل إلى أن تكون أطول من المعتاد، حيث يفضل المواطنون الإقامة في شقق فندقية فاخرة توفر الخصوصية والراحة، خاصة للعائلات، مؤكداً أن الجزء الأكبر من الحجوزات يتركز في يوليو، الذي يُعد ذروة الموسم السياحي.

وشدد أهلي على أن قرارات السفر أصبحت تتأثر بشكل كبير بتجارب المسافرين السابقين من الإماراتيين، ما يجعل تقييماتهم أداة مؤثرة في رسم خريطة الوجهات الجديدة.

من ناحيته، أوضح أمين العوضي، المدير العام لـ”شركة العوضي للسفريات”، أن الطلب على جنوب إفريقيا لا يزال مرتفعاً، في حين بدأ العديد من المواطنين يخططون لزيارة اليابان والصين ضمن عطلات قصيرة تتضمن فعاليات ومعارض ثقافية.

وأضاف أن روسيا حافظت على جاذبيتها السياحية، بينما واصلت وجهات مثل فرنسا وسويسرا وبريطانيا تسجيل نسب حجوزات مستقرة، كما برزت اليونان كوجهة جديدة تستقطب الباحثين عن تجارب شاطئية وثقافية مدمجة.

وبحسب العوضي، فإن المواطنين يفضلون الباقات السياحية التي توفر عناصر ترفيهية متكاملة، مع إقامة فاخرة في فنادق ذات علامات تجارية عالمية، وغالباً ما تتم هذه الرحلات ضمن عائلات أو مجموعات، ما يرفع من حجم الإنفاق على السفر.

وأشار إلى أن هناك حجوزات تمت قبل أكثر من ستة أشهر من موعد السفر، ما يعكس حرص المواطنين على التخطيط المبكر لتأمين تجربة متكاملة، متوقعاً زيادة كبيرة في الطلب خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع دخول المزيد من العائلات في مرحلة الحجز.

في النهاية، يبدو أن المواطن الإماراتي لم يعد يكتفي بالسفر التقليدي، بل بات يبحث عن وجهات جديدة وتجارب ذات قيمة مضافة، حيث تلعب المراجعات والتوصيات الشخصية دوراً محورياً في اختيار الوجهة المناسبة، في موسم يبدو أنه سيكون الأوسع نطاقاً وتنوعاً خلال السنوات الأخيرة.