وفرة غير مسبوقة واستقرار بالأسعار في أسواق الأضاحي قبيل العيد.. خيارات متعددة تُرضي الجميع
تشهد أسواق الأضاحي هذا العام انتعاشاً لافتاً وتنوعاً واسعاً في المعروض، بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وسط استقرار ملحوظ في الأسعار ووفرة غير معهودة في الأنواع والكميات، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضح تجار ومسؤولو شركات توريد الماشية أن حجم الأضاحي المستوردة قد ارتفع بنسبة تقارب 15% مقارنة بالعام الماضي، في حين سجلت معدلات التوريد نمواً كبيراً وصل إلى 65% مقارنة بالأيام العادية، في خطوة تهدف لتلبية الطلب الموسمي المتزايد، مع الإشارة إلى دخول أنواع جديدة من الأضاحي لم تكن مطروحة في الأسواق خلال الموسم السابق، قادمة من دول مثل أرمينيا وسورية والسودان.
وفي هذا السياق، قال محمد عبدالله، رئيس شركة “العنود لتجارة وتوريد الماشية”، إن الموسم الحالي يتميز بتوسع واضح في الأصناف المعروضة، خاصة مع استيراد أنواع جديدة إلى جانب الأنواع المعتادة. وأكد أن هذه الوفرة أسهمت في تعزيز استقرار الأسعار، لافتاً إلى أن الأسعار العامة للأضاحي لم تشهد زيادات ملحوظة، باستثناء ارتفاع محدود في الأبقار الصومالية والباكستانية نتيجة تكاليف الشحن.
وبحسب عبدالله، تتراوح أسعار الخراف والماعز الصومالية بين 550 و750 درهماً حسب الوزن، في حين يبلغ سعر الخروف من الأنواع “الجزيري”، “النجدي” أو «النعيمي» ما بين 1100 و1500 درهم. أما الخروف الكشميري الهندي فيراوح سعره بين 700 و1000 درهم، بينما يتراوح سعر التيس الكشميري بين 1200 و2000 درهم، والخروف الأسترالي يقارب 1000 درهم.
وأشار إلى أن الخروف السوري يُسعّر بين 1400 و2000 درهم، والسوداني من 1200 إلى 1700 درهم، والأرميني بين 1000 و1300 درهم، مؤكداً أن الزيادات السعرية تظل محدودة، لا سيما في بعض الأنواع الصومالية بنسبة تراوحت بين 5% و10% نتيجة تأثيرات الشحن وارتفاع درجات الحرارة في بلدان المنشأ.
من ناحيته، أوضح عادل الغزال الشامسي، رئيس مؤسسة “عادل الغزال لتوريد الماشية”، أن دخول أنواع جديدة إلى السوق، مثل الأضاحي المستوردة من مصر، والتي تُطرح بكميات محدودة بأسعار تتراوح بين 1400 و1800 درهم، ساهم في تعزيز التنافسية.
كما أشار إلى أن الأبقار الصومالية المستوردة حديثاً تُباع بين 3000 و3500 درهم، بينما الأبقار التي تمت تربيتها داخل الدولة لنحو ستة أشهر تصل أسعارها إلى ما بين 7500 و8000 درهم.
وأشار الشامسي إلى أن الأبقار الباكستانية تُعد من الأعلى سعراً، حيث تصل قيمتها إلى ما بين 10 آلاف و12 ألف درهم، في حين تتراوح أسعار الأبقار المحلية بين 6000 و9000 درهم، بينما يراوح سعر الخراف النعيمية المنتجة محلياً بين 1500 و2000 درهم.
وفيما يتعلق بتفضيلات المشترين، أكد الشامسي أن جنسية المستهلك تلعب دوراً مهماً في اختيار نوع الأضحية، موضحاً أن بعض الجاليات العربية تفضل الأصناف الصومالية والجزيرية والنعيمية، في حين يفضل المستهلكون من أصول آسيوية الأنواع الهندية والباكستانية.
وفي السياق ذاته، أشار تاجر الماشية عبدالوهاب الباشا إلى أن الكميات المطروحة هذا العام تتفوق على نظيرتها في العام الماضي، سواء من حيث العدد أو التنوع، وهو ما يتيح للمستهلكين اختيارات أكثر ومرونة أكبر في المفاضلة. ولفت إلى أن الأسعار قد تختلف من تاجر إلى آخر، ما يعزز أهمية التفاوض قبل إتمام عملية الشراء.
وأكد الباشا أن الزيادات المحدودة التي طالت بعض الأنواع، خصوصاً الأبقار الصومالية والباكستانية، تعود إلى عوامل خارجية، أبرزها ارتفاع تكاليف الشحن، حيث سجلت هذه الزيادات ما بين 500 و1000 درهم.