
هاتف ترامب الشخصي..القناة السرية والأخطر داخل البيت الأبيض
في مشهد غير معتاد، كسر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البروتوكولات مجددًا، عندما تلقى اتصالًا على هاتفه المحمول أثناء مؤتمر صحفي الشهر الماضي، ورد عليه بلا تردد، مازحًا مع الصحفيين بأن المتصل “عضو في الكونجرس”.
تقرير حديث لمجلة ذي أتلانتك الأمريكية كشف جانبًا خفيًا من علاقة ترامب بهاتفه الشخصي، واصفة إياه بأنه “التاريخ السري” لأحد أكثر الأجهزة التكنولوجية حساسية داخل الحكومة الفيدرالية.
على الرغم من التحذيرات المتكررة والمعلومات الاستخباراتية التي أفادت بأن قراصنة صينيين ربما يستمعون إلى مكالماته، فضلًا عن اختراق إيراني استهدف البريد الإلكتروني لحملته، لم يبدُ أن ترامب ينوي تغيير عاداته في استخدام الهاتف، بحسب ما تؤكده مصادر مقربة من دوائر القرار.
وبينما سارع أفراد من فريقه الانتخابي إلى تغيير أرقام هواتفهم، أو استخدام أجهزة مؤقتة وتطبيقات مشفّرة مثل “سيجنال”، حافظ ترامب على نفس السلوك، معتمدًا على هاتفه كوسيلة اتصال مباشرة تربطه بالعالم الخارجي، رافضًا التخلي عنه رغم ما يحيط به من مخاطر.
توضح المجلة أن هاتف ترامب لم يكن مجرد وسيلة شخصية، بل أصبح منذ عودته إلى البيت الأبيض قبل أكثر من أربعة أشهر، أداة مركزية في تواصله مع المشرعين، الإعلاميين، أصدقائه المقربين، وحتى بعض قادة الدول، حيث يعرف الجميع أن الاتصال بهاتف ترامب قد يلقى ردًا فوريًا، حتى لو لم يكن المتصل معروفًا لديه.
وكشفت المجلة أن أحد صحفييها أجرى مكالمة هاتفية بالرئيس في مارس الماضي، ليجيبه ترامب بشكل مباشر مستفسرًا: “من المتصل؟”، في مشهد يجسد كيف يتعامل ترامب بشكل شخصي وعفوي مع هاتفه، بعيدًا عن الرقابة الرسمية.
ورغم أنه غيّر أرقام هاتفه أكثر من مرة، وكان أحد هذه الأرقام فعالًا أثناء حملته الانتخابية عام 2016، إلا أن بعض هذه الأرقام توقف عن العمل لاحقًا خلال فترته الرئاسية الأولى. وتشير التقارير إلى أن الهاتف خضع لاحقًا لبعض التعزيزات الأمنية، لكن مدى فاعليتها ضد التهديدات الإلكترونية، كالتجسس الصيني على البنى التحتية لمزودي الخدمة، يبقى محل شك.
في النهاية، يبقى هاتف ترامب أكثر من مجرد وسيلة اتصال؛ إنه رمز لنهجه الفريد، حيث لا حواجز ولا وسطاء، فقط رقم متاح ورد مباشر، حتى من داخل أكثر مناصب العالم حساسية.