عودة تربط الحاضر بالمستقبل.. طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 13 عاماً من التوقف
في خطوة تعكس توجهات استراتيجية جديدة نحو تعزيز التواصل الإقليمي، أعلنت طيران الإمارات عن استئناف رحلاتها إلى العاصمة السورية دمشق بدءاً من 16 يوليو 2025، بعد توقف دام منذ عام 2012.
هذا القرار جاء نتيجة مراجعة دقيقة بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات.
انطلاقة تدريجية نحو التشغيل الكامل
تخطط الناقلة الوطنية للانطلاق بثلاث رحلات أسبوعية كمرحلة أولى، أيام الإثنين والأربعاء والأحد، على أن يُضاف يوم السبت ابتداءً من 2 أغسطس، لتصل الرحلات إلى أربع أسبوعياً.
ومن المقرر أن تتوسع لاحقاً إلى رحلة يومية اعتباراً من 26 أكتوبر 2025، في إطار خطة تدريجية مدروسة.
توسيع آفاق الربط الاقتصادي والإنساني
وأكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن العودة إلى دمشق تمثل خطوة محورية في دعم مرحلة إعادة الإعمار والتنمية في سورية.
وأوضح أن الربط الجوي لا يسهم فقط في تنشيط الاقتصاد والتجارة، بل يعزز الروابط الإنسانية بين المغتربين السوريين في مختلف دول العالم ووطنهم الأم.
وأشار سموه إلى أن إعادة تشغيل هذا الخط ستوفر منصة حيوية للجالية السورية المقيمة في الخليج وأوروبا والأميركيتين لتقوية صلتهم بسورية، والمشاركة في مسيرة التنمية عبر معارفهم واستثماراتهم، مشيدًا بالتعاون الإيجابي من الجهات الرسمية السورية في تسهيل هذا التوجه.
تفاصيل الرحلات.. راحة وجودة على متن “بوينج 777”
سيتم تشغيل الرحلات على متن طائرة بوينج 777-200LR، التي تتسع لـ302 مقعد، موزعة على 38 مقعداً في درجة الأعمال و264 في الدرجة السياحية. وتنطلق الرحلة “ئي كيه 913” من دبي عند الساعة 12:00 ظهراً، لتصل دمشق في 14:10 بالتوقيت المحلي، بينما تغادر رحلة العودة “ئي كيه 914” في الساعة 16:30 وتصل إلى دبي في 20:30 مساءً.
ويحظى المسافرون بتجربة متميزة تشمل أطباقاً مستوحاة من المطبخ الشامي، إلى جانب خدمات ضيافة راقية ونظام ترفيه ice المتعدد اللغات والمحتويات، والذي يضم أكثر من 6500 قناة، بينها 650 قناة باللغة العربية.
شراكة استراتيجية مع فلاي دبي تعزز خيارات السفر
وسينعكس التعاون بين طيران الإمارات وفلاي دبي في إطار تبادل الرموز على تعزيز خيارات السفر من وإلى دمشق، ما يمنح العملاء مرونة أكبر ويزيد من نقاط الوصول داخل الشبكة الموحدة لكلا الناقلتين.
دعم مباشر للعلاقات التجارية والاستثمارية
يمثّل استئناف الرحلات دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية بين الإمارات وسورية، خاصة مع وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 2.5 مليار درهم خلال عام 2024، بنسبة نمو بلغت 23% مقارنة بالعام السابق. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تسريع وتيرة الاستثمارات المشتركة، لا سيما في قطاعات حيوية كالبنية التحتية والطاقة والزراعة.
الجالية السورية في الإمارات.. ركيزة مجتمعية واقتصادية
تحتضن دولة الإمارات أكثر من 350 ألف مواطن سوري، شكّلوا جزءاً فاعلاً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من خلال مشاريعهم ومبادراتهم التي أثرت المشهد التنموي وأسهمت في تنوع النسيج المجتمعي.
رحلة بدأت منذ 1988
يُذكر أن طيران الإمارات كانت قد بدأت تسيير رحلاتها إلى دمشق منذ عام 1988، ونقلت خلال سنوات التشغيل ما يفوق 2.1 مليون مسافر قبل تعليق الرحلات في 2012.
وتُسيّر الناقلة حالياً 191 رحلة أسبوعياً إلى 13 وجهة في منطقة الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي، مما يعزز حضورها الإقليمي ويجعل من عودة خط دمشق إضافة استراتيجية.
عودة طيران الإمارات إلى دمشق ليست مجرد استئناف لرحلات جوية، بل هي إشارة قوية نحو مستقبل أكثر ترابطاً بين الشعوب، وانفتاحاً يدعم التنمية ويجسر المسافات نحو الأمل والبناء.