اخبار الامارات

في مواجهة الفوضى.. قمة الإعلام العربي تضع “الواقعية” وصفةً للاستقرار

في مشهد يعكس التوجه الإماراتي نحو ترسيخ الاستقرار وسط عالم مليء بالمتغيرات، شهدت دبي فعاليات قمة الإعلام العربي 2025، بحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، حيث ناقش المشاركون مستقبل الإعلام في ظل تحديات المرحلة، وتداعيات التحولات العالمية.

وفي جلسة محورية بعنوان “تداعيات الفوضى وتحديات صناعة الاستقرار”، سلط المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، الدكتور أنور قرقاش، الضوء على التحولات الجذرية التي يشهدها العالم، بدءاً من الارتباك الحاصل في النظام الدولي، مروراً بالمتغيرات التقنية المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، وانتهاءً بواقع الاقتصاد العالمي الذي بات يزداد تقوقعاً خلف سياسات حمائية وشعارات وطنية.

وأوضح قرقاش أن العالم العربي لم يكن بمنأى عن هذه الاضطرابات، مشيراً إلى أن العديد من الأيديولوجيات التي سادت لسنوات طويلة، وأفرزت نتائج سلبية، بدأت بالتراجع والانهيار، مشدداً على أن لبنان وسوريا تشكلان مثالين على هذا التغير المتدرج نحو مسارات أكثر تعاوناً مع المجتمع الدولي.

وفي معرض حديثه، أكد أن الإمارات اختارت الواقعية نهجاً، ونجحت في تقديم نموذج يُحتذى من خلال حرصها على الأمن، وتحقيق الاستقرار والرفاه، وتبنيها سياسات تعليمية وتكنولوجية متقدمة، مشيراً إلى أن الإمارات، في ظل ما وصفه بـ”مرحلة عدم اليقين”، تتحمّل مسؤولية مضاعفة في تقديم نموذج إيجابي في المنطقة والعالم.

وتناول قرقاش أيضاً ما وصفه بسقوط حتمي للأيديولوجيات المتصلبة التي عمّقت الانقسام الطائفي، وأضعفت مفهوم الدولة الوطنية، داعياً إلى تجاوز هذه المرحلة والانتقال إلى فكر واقعي يضع تحسين معيشة الإنسان، وخلق فرص العمل، وتطوير التعليم في مقدمة الأولويات.

ولفت إلى أن دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات والسعودية، تقدم رسائل واضحة تعكس التوجه نحو الاستقرار والتقدم، مشدداً على ضرورة أن يُعاد الاعتبار لمفهوم الدولة الوطنية القادرة، بعيداً عن هيمنة الميليشيات أو الانقسامات المسلحة التي تجر المجتمعات نحو مزيد من التدهور.

وفي حديثه عن القضية الفلسطينية، بيّن قرقاش أن الإمارات لم تحِد عن موقفها الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، موضحاً أن قرار التطبيع مع إسرائيل كان نابعاً من مصلحة وطنية، ولم يأت على حساب الموقف الداعم للقضية، مشيراً إلى أن الإمارات قدّمت أكثر من 42% من إجمالي المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة منذ السابع من أكتوبر، وهو ما يعكس التزامها الإنساني العميق.

وتطرق قرقاش إلى ما وصفه بـ”الحملات الإعلامية المغرضة” ضد الإمارات، قائلاً إن هذه الحملات لن تنال من صورة الدولة التي تشهد تقديراً دولياً كبيراً لتجربتها الناجحة في التنمية، واصفاً إياها بأنها حملات صادرة عن “إعلام القاع” و”ميليشيات التواصل الاجتماعي”، مضيفاً أن الردّ يكون دائماً بالسردية الإيجابية وإنجازات الواقع.

وأشار إلى أن الإعلام نفسه يمر بمنعطف حاسم نتيجة التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن بقاء المؤسسات الإعلامية بات مرهوناً بقدرتها على التكيّف مع هذه التحولات، وإلا فالمصير سيكون الاختفاء أو التراجع.

وفي ختام كلمته، شدد الدكتور أنور قرقاش على أن الإمارات تعتبر الاستثمار في التكنولوجيا ركيزةً لاستشراف المستقبل، مبيّناً أن الدولة أبرمت شراكات استراتيجية مع دول كبرى، منها الولايات المتحدة وفرنسا، في سبيل ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار التقني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى